كثيراً ما كانت ندور
في ذهني تساؤلات عن العلاقة بين الإنسان والأرض, وذلك بسبب ما ألاحظه من تشابه بين
الطرفين، وردت في الآيات القرآنية الكريمة والحديث النبوي الشريف, وقد شجعتني
العديد من العوامل, قد يكون من أهمها علاقة المحبة والمودة التي تتعاظم يوماً بعد
يوم بيني وبين الأرض, وكذلك ما أوردته كثير من الدراسات والأبحاث.
وكثيراً ما تستفزني هذه العلاقة التي توّجت
بالمحبة, فأنا أعشق رائحة التراب وأجد ضالتي بحبة تين التقطها عن أمها, أو بخصلة
عنب أقصفها عن غصن دالية أستظل بها, وكلما سمعت أو قرأت الآية القرآنية "منها
خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى", أو الحديث النبوي
الشريف" كلكم لآدم وآدم من تراب", أجدني أستفز للبحث عن دلالات كل
منهما.
أشعر بحافز يدفعني نحو البحث في المعنى
والمغزى, فقلت في نفسي أن هذه الآية الكريمة وهذا الحديث الشريف لم يأت إي منهما
عبثاً, ولأنني أعلم أن المادة الناتجة عن مكوِّن معين أو مزيج من المكونات في
العادة تأخذ الخصائص التي يتصف بها هذا المكوِّن, فلا بد من دلالات وقرائن علمية وخَلْقية
ومزاجية يمكن الاستدلال بها لتؤكد ارتباط هذه الألفاظ بمعانٍ قد تكون غير مدركة.
ورغبة مني في الإثبات أو النفي, قمت بالبحث
والتقصي عن نقاط التشابه بين الإنسان والأرض, معتمداً على دراسات سبقت دراستي هذه,
لكنها لم تكن شاملة لكل ما استنتجت, فمنها ما تناول هذه العلاقة من حيث تشابه
الألوان ومنها ما تطرق إلى كمية المياه, ومنها ما تطرق إلى التنفس, وكلها جاءت
جزئية غير شاملة وبشكل مقتضب. وبناء على ذلك سأحاول إرسال صورة واضحة تفسّر هذه العلاقة.
جاء في تفسير بن كثير للآية (منها خلقناكم
وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) "خلقناكم" أي من الأرض مبدؤكم,
فإن أباكم آدم مخلوق من تراب "وفيها نعيدكم" بمعنى إليها تصيرون إذا
متّم " ومنها نخرجكم تارة أخرى" أي يوم يدعوكم فتستجيبون فتظنون إن
لبثتم إلا قليلا. ولنلاحظ معاً الفرق بين "وفيها نعيدكم وليس إليها نعيدكم,
فالعودة ليست إلى الأرض إنما فيها كمرحلة لعودة أخرى.
أما الحديث الشريف فقد ورد عن النبي صلى الله
عليه وسلّم في خطبة الوداع حيث قال" أيها الناس إن ربكم واحد, وإن أباكم
واحد, كلكم لآدم وآدم من تراب, إن أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي
فضل إلا بالتقوى" فقد جاء بكلمات واضحات ومعان لا تحتمل التأويل, إلا أن
البحث سيكون في الكيفيّة لا في المعنى.
وبناء على ذلك سنورد
في التالي نقاط التشابه بين الإنسان والأرض نبدأها في التشابه اللون ثم نعرج على
نقاط أخر.
1- اللون
هل هناك تشابه بين
ألوان التّراب المتواجد على سطح الأرض أو في بطنها وألوان البشر؟
لا أعتقد أن الاستدلال على الإجابة يحتاج إلى جهد كبير وعناء البحث والتمحيص, فأي منا يمكنه أن يلاحظ التدرج في ألوان البشر ما بين الأسود الفاحم والأبيض, وما بين اللونين من تدرجات تعطي اختلافاً بين كل منها ولو بدا بعضها متشابهاً, وكذا بالنسبة لألوان تربة الأرض, فهي متدرجة بين التربة السوداء والرملية البيضاء, فلم يكن هذا التشابه عبثياً بل كن مدروساً, ونتيجة للمكون الذي خلق منه البشر.
وتشير بعض الدراسات"1" أن الأصل في تنوع ألوان بشرة البشر المختلفة عند الأفارقة عنها عند الأوروبيين هو اللون الداكن وأن هناك متغيرات وراثية " جينات" تؤثر على لون البشرة, وتشير هذه الدراسة التي أجراها باحثون من المعهد الوطني لبحوث الجينيوم البشري, أن البشر في جميع أنحاء العالم يتقاسمون هذه الجينات التي وجدت قبل تسعمائة ألف سنة, والمثير للدهشة أن بعض الطفرات المسؤولة عن لون البشرة الفاتح لدى الأوروبيين تعود إلى أصل إفريقي قديم, وأشار البحث إلى أن البشر الأوائل في إفريقيا كانت لديهم بشرة داكنة لتحميهم من الأشعة فوق البنفسجية، وعندما هاجروا بعيدا عن خط الاستواء، إلى مناطق غير مشمسة بشكل كبير حيث يقل فيها فيتامين “د”، بدأت المتغيرات بتفتيح لون الجلد الداكن، وبذلك يعتقد العلماء بأن كلا البشرتين قد نشأتا لدى سكان أفريقية.
وتشير دراسة
أخرى"2" أن مرد التنوع في لون البشرة, يعود إلى التنوع في الطعام
والشراب, وهي كما نقل عن ابن عاشور, آية من آيات الله, لأن الناس ينحدرون من أدم
عليه السلام, ومن المؤكد أن آدم من لون واحد, فلماذا تعددت ألوان نسله؟
تقول هذه الدراسة, إن التعدد في المواطن ينتج تعدداً في الألوان, فألوان البشر تبعاً لمواطنهم ومدى تأثر هذه الموطن بالحرارة والبرودة, والبعد والقرب من خط الاستواء, ومنها ما هو نتيجة للتزاوج بين أبوين من لونين مختلفين, ومنها العلل والأمراض التي توجد تلويناً في الجلد, إلا أن كل الألوان بتدرجاتها لا تتعدى ألوان التربة." انظر موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للنابلسي"
ويستطيع الباحث أن
يؤكد التنوع في لون بشرة البشر مردة إلى التنوع في لون التربة التي خلقوا منها,
وأن العوامل الطبيعية كالشمس تؤثر بنسبة معينة لا تلبث أن تعود إلى أصلها حين زوال
السبب.
2- كمية المياه
ما يميز الماء ثلاث
بثلاث, أنه
بلا طعم ولا رائحة ولا لون, ووجوده على الحالات الفيزيائية الثلاث - الصلبة
والسائلة والغازية- , فهو سائل يتجمد بالبرودة ويتحول بالحرارة إلى الحالة
الغازية. وما يميزه كذلك أنه ضروري للعمليات الحيوية والبيولوجية لجميع الكائنات
الحية من نبات وإنسان وحيوان.
قال تعالى" أولم يرَ الذين كفروا أنّ
السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا
يؤمنون".
ولا شك أن جسم
الإنسان يحتوي على كمية كبيرة من الماء, تتراوح في المجمل بين 50- 75%, وهذه
الكمية تختلف من شخص إلى آخر, حيث يتحكم بها العمر من جهة والنوع من جهة أخرى, أما
من حيث العمر فهي عند البالغين ما بين 50-65% وعند الرضع ما بين 75- 78%.
ومن حيث النوع
الاجتماعي فإن النسبة عند الرجال البالغين حوالي 60% بينما عند النساء البالغات
حوالي 55% ويعود الاختلاف إلى مدى احتواء الجسم على الأنسجة الدهنية التي تقلل من
نسبة وجود المياه في الجسم, لأن نسبة الدهون عند النساء أكثر بينما تقل هذه النسبة
عند الرجال, مما يجعل جسم الرجل أكثر قابلية لوجود الماء من جسم المرأة.
وكما يتوزع الماء على
الأرض, لا تنحصر كمية المياه في جسم الإنسان في مكان معين, بل تتوزع على أجزاء
مختلفة منه, وتختلف كمية المياه في الجسم اعتماداً عل العضو, فبلازما الدم تقدر
نسبة المياه فيها ب20% أما القلب والدماغ ففيها 73% والرئتين نسبة الماء فيها 83%
والعضلات والكلى يشكل الماء فيها ما نسبته 79% والجلد 64%, أما العظام فتشكل نسبة
المياه فيها حوالي 31%
ولم تكن كمية المياه في الجسم عبثاً أو محض
صدفة, إنما كانت بمقدار, فقد جاء هذا الماء موزعاً على أعضاء الجسم لحكمة لأنه
يؤدي وظائف محددة لا يستقيم الجسم إلا بها, فالماء:
1- هو البناء الأساس للخلايا ولولاه لجفت
الخلايا.
2- دوره في تنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية
إلى جانب عملية التنفس والتعرق.
3- هناك حاجة للمياه لاستقلاب البروتينات
والكربوهايدرات المستخدمة كغذاء.
4-
يعتبر الماء المكون الأساسي للعاب في الفم الذى يستخدم في عملية الهضم
والمساعدة في ابتلاع الطعام.
5- يعمل على امتصاص الصدمات, حيث يقوم بدور
العازل في كل من الدماغ والحبل الشوكي والجنين.
6- يستخدم لطرد الفضلات والسموم من الجسم عن
طريق البول.
7- يذيب المعادن والفيتامينات وبعض العناصر
الغذائية القابلة للذوبان.
8- ينقل الأوكسجين والمواد المغذية للجسم.
ويعتبر
الماء من ضرورات الحياة, إذ أن الحياة لا يمكن أن تستمر دون مياه, فكل المخلوقات
البرية والبحرية وحتى الحشرات والكائنات الدقيقة, لا يمكن أن تعيش دون ماء, فكل
شيء عنده بمقدار, فلو زاد أو نقص لأحدث اختلالاً في الكرة الأرضية.
والماء
ضرورة للحفاظ على درجات الحرارة, وضرورة للتبخر وتشكيل السحب ومن ثم المطر الذي
ينزل من السماء على شكل مطر وهو ما يعرف بالدورة الهيدرولوجية.
أما نسبة
الماء على الأرض فتشكل ما نسبته 71%, وعدا عن المحيطات والبحار يتواجد الماء في
الأرض على شكل مياه جوفية, وهي ما تعرف بالمياه الأحفورية العذبة التي تصل نسبتها
إلى 2.5%, وفي الهواء على شكل بخار, وفي القطبين وقمم الجبال كحالة متجمدة, وفي
التربة على شكل رطوبة, عدا عن وجوده في الإنسان والحيوان والنبات كما ذكرنا. وكما
تتوزع المياه على أعضاء الجسم تتوزع على الكرة الأرضية, وفي الحالتين بنسب.
3-القساوة واللين
أن العلاقة بين الإنسان والتربة علاقة تآلف
ومحبة, وقد اقتضت العلاقة العضوية بينهما إيجاد نوع من التشابه ما بين المكوِّن في
حالة التربة والمزاج العام للإنسان, والتدرج في المكوِّن أوجد تدرجاً في المكوَّن,
والتربة تتراوح ما بين الليونة والقساوة, فمنها الصخرية, ومنها الرملية ومنها
الحثّانية ومنها الطّينية الناعمة أو الخشنة, فالطينية مثلاً ضيقة المسافات, وهي
الأكثر احتفاظاً بالماء, والطمي هو الأكثر تجانسا والأكثر إنتاجا ’مما انعكس على
المزاج العام عند البشر, فمن الناس من هو قاس جداً, ومنهم من هو قاس, ومنهم من هو
لين, ومنهم من هو منتج , ومنهم من هو أقل إنتاجا ومنهم من هو غير منتج, ويعود ذلك
لخصائص فسيولوجية وبيئوية وتغذوية, المهم في الأمر هنا قصة التدرّج في الأمزجة عند
المكوَّن, وقصة التدرج في القساوة واللين عند المكوِّن.
4- علاقة العاطفة
تدور وجهة نظر الإسلام حول هذه العلاقة في
مستويات ثلاث, وهي التسخير والتفكر والمحبة والألفة, فالتسخير علاقته بالجسد ومدى
قدرته على استغلال ما تحتويه الأرض من موارد لمصلحة الإنسان. أما علاقة التفكر
والتدبر فهي مبنية على قدرة الإنسان ومدى استخدامه للعقل, في حين تبنى علاقة
الألفة والمحبة على الروح.
قال تعالى :" وَاللَّهُ أَنْبَتَكُم
مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا
فِجَاجًا" سورة نوح-17- 20
فالإنسان خلق من تراب الأرض, ويعيش عليها,
ويقتات على ما يخرج منها, ويشرب ماءها, ويدفن فيها عندما ينتهي أجله. قال
تعالى" منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" فمن الطبيعي
أن تنشأ علاقة محبة بين الأنسان والأرض التي يدْرُجُ عليها, ونستطيع أن نقرر أنه
كلما زاد احتكاك الإنسان بالأرض وكلما زاد التقرب منها زادت درجة المحبة لها, فما
محبة الأوطان والاستعداد للتضحية من أجلها, وما الشوق والحنين لها عند الغياب عنها
إلا عاطفة ناتجة عن الشعور بالمحبة.
وقد أوردت في كتابي بوح الخواطر تحت عنوان
رائحة التراب ما يصب في هذا الاتجاه حيث قلت أن للتراب رائحة لا يدركها إلا من عمق
علاقته بالأرض, وحين تحدثت تحت نفس العنوان عن سعادة الفلاح حين يخلع نعليه عندما
يبدأ العمل في الأرض لأنه لا يريد أن يفصل بين قدميه والتراب فاصل يسمي حذاء.
5- عناصر التكوين:
رغم ثبات التربة كمادة, فهي تتكوّن من عدد من
العناصر الرئيسيّة، يختلف كلٌّ منها في مكوّناته وتركيبه وخصائصه منها المعادن
كالسيليكون والألمنيوم والحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والهيدروجين والبوتاسيوم
والصوديوم والنحاس والكبريت والذهب والفضة والنيكل.
وتدخل كذلك في تركيب التربة المواد العضوية
بفعل التحلل الكيميائي للكائنات الميتة من الحيوانات والنباتات
والعناصر المذابة والرطوبة والهواء الذي يزداد
ويقل حسب تشبع التربة بالمياه والفطريات والطحالب وغيرها.
وتتنوع التربة رغم ثباتها كمادة في درجات
حرارتها وفي مستواها المائي وحامضيتها وقلويتها وفراغاتها
الشعرية التي يخزن فيها الماء بعد الري أو
المطر.
أما جسم الإنسان فهو تماماً كما التربة يتكون
من عناصر كيميائية, قال تعالى" وفي أنفسكم أفلا تبصرون"
هناك ستة عناصر رئيسة يتكون منها جسم الإنسان
هي الأوكسجين والكربون والهيدروجين والنيتروجين والكالسيوم والفسفور, فالأكسجين
ضروري لعملية التنفس ويحتوي الهواء الذي نتنفس على ما نسبته 20% من الأكسجين, وإذا
انقطع الأوكسجين عن المخ لدقائق معدودات, فإن الإنسان سيموت. أما الكربون الذي
تستخدم سلاسله لبناء الكربوهيدرات والدهون والبروتينات, ويعد الهيدروجين من
المكونات الرئيسة للحمض النووي, الذي يتأثر بشكل يومي بكمية المياه الموجودة في
الجسم ويساعد الماء في عدم تلفه أو مرضه. بالإضافة للنيتروجين كمكون للبروتين, ولا
يخفى علينا حاجة الأسنان والعظام والعضلات للكالسيوم بالإضافة لدورة في تنظيم تخثر
الدم وخفقان القلب, بالإضافة للفسفور والبوتاسيوم الذي يتوزع أغلبه على كريات الدم
الحمراء والعضلات والمخ وينقل البوتاسيوم الإشارات العصبية وتنظيم ضربات القلب
وخفض نسبة السكر في الدم ويقلل الهشاشة في العظام.
أما الكبريت فيساعد البروتينات على أداء
واجباتها. وللصوديوم دور مذلك في نقل الإشارات العصبية وتنظيم كمية المياه في
الجسم’ في حين الذهب الموجود في الدم فيحافظ على المفاصل وينقل الإشارات
الكهربائية في جميع أنحاء الجسم.
6- الفقر والغنى والخصوبة والإنتاج
تتدرج نسبة الفقر والغنى في التربة, فليست كل
مساحات التربة بنفس القدر من الغنى بالمواد المكونة لها, فهناك تربةٌ صالحةٌ
للزراعةِ ولنمو النباتات وقادرة أكثر من غيرها على الإنتاج, ويعود ذلك للعناصر
الكيماوية المكونة لها, وهناك تربة تفتقر لهذه المواد يمكن معالجتها بالأسمدة.
ومن العناصر المؤثرة في غنى التربة وفقرها
وإنتاجها درجات الحرارة التي كلما ارتفعت تزيد في عملية الأوراق وبقايا النباتات
بالإضافة لكمية الأمطار والمواد العضوية, وهناك نباتات تحتاج إلى ضوء.
ولو نظرنا إلى الإنسان نجد أن الفقر والغنى
أمر نسبي, ويمكن علاج حالات الفقر بضخ مالي أو عيني, بالإضافة لنسبية الخصوبة والإنتاج
وحاجة الإنسان لأشعة الشمس والضوء.
__________
المراجع:
1- فادية سنداسني -
الديلي ميل
2- الألوان في
القرآن- محمود علي الشريف- صوت عمان في العالم
3" أيناس البنا- كم تشكل نسبة المياه في جسم الانسان وما
وظيفتها-صحيفة اليوم السابع- 5/1/2019
4- علي جمعة- عضو
هيئة كبار علماء الأزهر الشريف – العلاقة بين الإنسان والأرض
5- أنواع التربة
وخصائصها- آلاء جابر
6- شيرين أحمد-
مكونات التربة - مقال
7- رقية سمير-
العناصر الكيميائية في جسم الانسان- مجلة كوكب العلم
8- أحلام الزعبي – ما هي خصوبة التربة – مقال
إرسال تعليق