جنى
خلقِ ما تتقدسُ فيه الأمومةُ أمي
مناجاةُ
طفلٍ تَسكعَ فيه الضياعُ على بابِ معبدْ
تجاوبَ
محرابُ أحزانِه فبكى وهَمَى
تصفَّح
ضوءكِ ثم ارتقى
فما
زلتِ روحا تُرفرفُ فوق حسيسِ المكانْ
ودفءُ
تراتيلِ صوتكِ ظلّ
يدندنُ
في طينِ بيتٍ
بَنتهُ
أيادي الخُرافةِ
منْ
قبلِ أنْ تلدَ الشمسُ ضوْءَ الحياةْ
ومنْ
قبلِ أنْ تستغيثَ بها المهجُ الظامئاتْ
لأنكِ
أمي
ذَوَتْ
على عتباتِ الطريقِ نواهشُ عمري
فهذا
الفضاءُ الرَّحيبُ يُؤاسي
انْدفاقَ
الذي تذرفُ الأعينُ النازفاتْ
فيصرخُ
دمعي
وقد
باغتتني السنونَ وما زلتُ طفلا
وتسخرُ
مني المرايا
تَزاورُ
عني وتزوّرُ بي
تُريني
الذي هو غيري
فيبدوَ
كهلا
ولكنّ
شمسَ البهاءِ تُضيءُ ابتهاجي
وتغزلُ
لي من شُعاع الجمال دثارًا
وتتركُ
لي دفءَ ما في الليالي هناءْ
دعاؤك
يا أمُّ حِضنُ الزمان الذي
صار
حِصنًا حَصينًا فأورثتنيه
لأنكِ
سرّي
يحطُّ
على غيمةٍ في البعيد
لأنكِ
صورة نجمٍ
تَحلَّق
فوق اكتئابي القديم
فزاوج
بيني وبين الضياءْ
وصِرتُ
مع الضَّوْء أسري
كأني
ابتسامةُ وردٍ بتولٍ تعلَّق فيها ملاكْ
فأحببتُ
ذاتي
كتبتُ
إليكِ فُيوضَ اشتياقي
لأنكِ
نبضُ ابتهاجي الذي
ضاعَ
عطرا مع الأمسياتْ
ولم
أكُ إلا على قبضةٍ من شتاتْ
فحرفي
تأوَّدَه الحزنُ حتى تناثرَ شيئا فشيئا
وصار
حُروفا
فبعضُ
الحروفِ تعثَّرتِ القولَ فيما تقول:
لعلَّ
مصابا أصابَ الزهورَ
فجاوز
شذوَ الحديقةِ حدّ التعب
وبعضُ
الحروف تلاشى
بها
الخوفُ، ضجتْ، وقالت:
لعل
الهروبَ تعللّ ممّا
يثيرُ
الفؤادُ منَ الشوقِ حتى
نأى
جانبا ما يريحُ
لكي
يستفزَّ اجتراؤكِ قلبيَ غِبَّ النُّعاسِ
فأودعني
حائرا عتمةً من قلقْ
لِيؤوينيَ
الصَّمتُ في كوَّةٍ من ذُهانٍ
تجمّرَ
فيها اشتياقي
فتورقُ
فوق اختناقيَ سوسنةٌ عاشقة
كأنَّ
انشغالي لظىً يحرقُ الحلمَ
حيثُ
أراني وحيدَكِ
يشغَلُني
الخوفُ منكِ عليكِ
وتذهلُني
سُبّة المستحيلْ
فتحرمُني
بلسمًا من دعائِك يا لُغتي المشتهاةْ
فيا
أمُّ ما زال يمضي
بيَ
التيهُ والعمرُ يقضمُ مني
ويركلُ
قلبي على خَمَصٍ
نحو
موجعةٍ تُلهبُ الجرحَ
في كل
دربٍ
ومن
كل ناحيةٍ بين أنيابِ عمري تنوح
فما
عدتُ أدري
أكنت
الذي أنهكته السنينُ
هباءً
مضى في اغترابكِ عنيَ
أم
كان ذاكَ الذي كشفتْه المرايا؟
تُربِّتُ
أمي على ما تفرّق من هذياني
وتمسحُ
دمعَ افتقاري إليها
لأدركَ
أنّي
أنا
خَبءُ مُعجزةِ تتوارى
عن
الشمسِ في كل فجرٍ
لكي
لا تراودُ قلبيَ عن خفقه
فآوي
إلى جذعِ داليةٍ مردتْ
حين
جاعتْ عناقيدُ حُصرُمِها
فَتَذوّبَ
فيها الحنانُ لتسقي
عناقيدَها
الحُبَّ ممّا تَبدى لها مِنْ
حنيني
إليكِ مع السَّاقياتْ
سعيدٌ
مدايَ لأنكِ كل الذي يحتويه
يقينيَ
أنكِ سرِّي
وأنكِ
نشرُ الخُزامى
على
ما تناثر بي
منذُ
أنْ كنتُ مضغة وردٍ
وكانت
تُفضفضُ لي رئتانِ
وما
زالَ قلبي ندىً
ينثرُ
العشقَ فوقَ الزهور
ويرسلُ
ترتيلهُ في هديلِ الحمامْ
_______
7/4/2021
إرسال تعليق