أربعاء القيصر الثقافي يسلط الضوء
على التأثر والتأثير بين الثقافة العربية والأسبانية
يتابع اتحاد القيصر
للآداب والفنون تطوافه في عالم الأدب والفنون من خلال برنامجه أربعاء القيصر
الثقافي والذي ينظمه بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية.
في حلقته الرابعة
والعشرين للأدب المقارن والتي بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استضاف أستاذ
اللغة والآداب الأسبانية في جامعة اليرموك د. علي الشبول، وحاورته نائب رئيس اتحاد
القيصر للآداب والفنون آلاء جرادات.
قال د. الشبول إنه بعد أن
قطع شوطاً في دراسة الطب تحول لدراسة الأدب الأسباني الذي جذبه، وعاد للأردن
لدراسة اللغة العربية لكي ينفذ من خلالها لاستكمال دراسته في اللغة َوالآداب
الإسبانية.
وعن مدى العلاقة بين
اللغتين العربية والأسبانية يرى بأن العديد من الكلمات الإسبانية أصولها وجذورها
عربية بطبيعة أن العرب والمسلمين أقامواَ دولة الأندلس في اسبانيا الإسلامية،
مشيراً إلى أن حوالي ٢٠٪ من الكلمات الأسبانية من أصول عربية حسب مجمع اللغة
الإسباني رغم أن اللغة الأسبانية لاتينية واللغة العربية سامية، لكن التواجد
الإسلامي والتعايش بين اللغتين دعم هذا التأثير.
وقال إن تأثر وتأثير
الآداب الأسبانية بالآداب العربية كان باتجاه واحد هو من العربية للإسبانية، حيث
تأثر الأدباء الأسبان بالعرب واللغة العربية والأدب العربي بطبيعة سكن العرب
المسلمين بإسبانيا الإسلامية وزواجهم من الإسبانيات، مما عكس ذلك على الأدب
الأسباني وبدأت الكتابة باستخدام الحروف العربية.
وأشار إلى أن
الشعر بدأ من خلال الموشحات الأندلسية على لسان المرأة، وقد أثرت اللغة العربية
بالإسبانية وحتى باللغة العبرية التي تحولت من لغة تدين إلى لغة شعرية بسبب تأثرها
وانفتاحها على اللغة العربية آنذاك، إضافة لتأثر الشعر الأسباني بالشعر الصوفي
الذي امتد من ابن حزم الأندلسي، بل لا يخلو أي أدب أسباني من التأثر بالأدب العربي
لأن الأسبانية بدأت لهجة ولم تكن لغة وترعرعت في أحضان اللغة والثقافة العربية.
وعن بدايات ظهور
الأدباء الأسبان وشهرتهم قال د. الشبول بدأ الأدب عند ميغيل دي ثيربانتس في روايته
المشهورة " دون كيخوطي دي لا مانتشا" التي ظهرت مع ظهور القوميات بعد
سقوط غرناطه، ومن ثم "ليرونا" يعتبر الأديب الثاني في الظهور والذي استطاع
أن يحبب الشعر للأسبان، وأما عن عصرنا الحديث فكان أثر ما يسمون "بجيل
٢٧" الذين درسوا العربية في مصر ومدوا جسور الأدب المقارن بين العربية
والأسبانية تأثيرا وتأثيرها، إضافة لمساهمة طه حسين الذين أنشأ المركز الثقافي
المصري في مدريد والذي يعتبر منارة فكرية بين الحضارتين. وأما عن أشهر شعراء
الأسبان في العصر الحالي : ماريو فارغاس جوسا، جابرييلا ميسترال.
وأما عن العمران والموروث
الثقافي والتراثي في إسبانيا قال الشبول : إنك في العديد من المناطق الأسبانية
تشعر وكأنك في حارات دمشق لذلك تغنى فيها نزار قباني والعديد من الشعراء، وكذلك
رقصة الفلامنكو المشهورة عند الأسبان هي من أصول عربية وتبناها بعد ذلك الغجر،
وكذلك العديد من الأكلات والعادات الموروثة في أسبانيا صبغتها وجذورها عربية ولا
ينكر الأسبان ذلك بل يقرونه وما زال قصر الحمراء ومسجد قرطبة يؤثران بكل زائر لتلك
الأماكن لليوم ويعترف بالتواجد العربي فيها.
وعن تدريس وإقبال الطلبة
العرب والأردنيين خاصة لتعلم اللغة الأسبانية وكذلك تعلم الأسبان للعربية، أشار
الشبول إلى إن هناك توجهات لأن تكون تعلم الأسبانية اختصاص منفرد في
جامعاتنا. وهناك إقبال من الطلبة على ذلك.
وأضاف يجب أن يتسلح
الإنسان بلغة غير لغته، لأن تعلم اللغات تسهم في تقدم ورقي الشعوب والانفتاح على
الحضارات.
وقال عن دور
المترجمين في رفد الحركة الثقافية: من واجب المترجم ليس فقط معرفة اللغتين المراد
الترجمة بينهما، ولكن يحتاج معرفة الثقافة المجتمعية ليستطيع فهم وترجمة النصوص
بصورتها الحقيقية، وقد ساهم المستعربون من "جيل ٢٧" وما بعده أكثر
من العرب في ترجمة العديد من النصوص بين اللغتين والثقافتين ولم ينكروا العمق
العربي في لغتهم، ومن هؤلاء غابرييل غارثيا صاحب رواية "الحب في زمن الكوليرا"،
وفي العصر الحديث برز عدد من المترجمين والأدباء المغاربة بطبيعة الجغرافية
المشتركة بين المغرب العربي وإسبانيا.
وقال الأديب رائد العمري رئيس الاتحاد معد ومقدم ومخرج البرنامج في تصريح ل " العهدة الثقافية": إننا في اتحاد القيصر نسعى دائما لرفد ثقافتنا الحقيقية والبحث الدؤوب من خلال برنامجنا الأسبوعي عن كل ما يخدم رؤيتنا ورسالتنا الثقافية في الاتحاد ونسلط الضوء عليه، ولأننا نهتم بالأدب محليا وعربيا ونؤمن بأن اللغات والآداب ولّادة وتتلاقح فيما بينها فقد اتجهنا إلى البحث عن ارتباطات لغتنا العربية وأدبنا باللغات والثقافات الأخرى.
إرسال تعليق