جرادات يحاضر حول إدارة الأزمات والوعي الثقافي
تحت هذا العنوان نظمت رابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد وملتقى إربد الثقافي جلسة حوارية أكد فيها الكاتب عبد المجيد جرادات رئيس فرع الرابطة في إربد: على أهمية الوعي الثقافي في مثل هذه الظروف، ذلك لأن الثقافة تمثل الجانب المعنوي في حياة الشعوب والأمم: وبحكم تراكم الأزمات وتعقيداتها، فإن دور أهل الفكر والمعرفة يكون حيوياً ومطلوباً بخاصة علماء الدين .. الذين يمتلكون الخبرات الواسعة ولديهم القدرة على التأثير في المجالات التي يزرعون فيها الأمل، ويترفعون عن إثارة البؤس مثلما يتصدون لعوامل الشعور باليأس.
وفي تحليله لتطورات الأحداث قال الكاتب جرادات، إن أزمة كورونا دخلت من نوافذ الشك والغموض، ومع بدايات ظهورها، قال البعض إنها (مؤامرة)، ولم يكن بوسع أحد أن يُنكر الاحتمالات المتداولة حولها، إلى جانب صعوبة إثبات الحقيقة بشأنها، وكان واضحاً أن الإجراءات الاحترازية بدأت لمواجهة هذا الوباء، بدون توفر معطيات تتضح من خلالها الحقيقة، ومتى ستزول أخطارها ويُمكن محاصرتها والقضاء عليها قبل أن تتسع مجالات خطورتها .
أشار الكاتب جرادات في الندوة التي أدار مفرداتها الدكتور سلطان الخضور، إلى أن القرارات المتخذة على جميع المستويات لم تكن سهله، إذ بالرغم مما كان يُقال عن أن الهدف من وضع الترتيبات من قبل الجهات المعنية بإدارة الأزمة، هو الحرص على صحة المواطن، إلاّ أن التدرج بوضع المحددات التي تلزم الناس بالجلوس في منازلهم وهم في حالة ترقب، كانت سبباً بتداول المزيد من الإشاعات التي تحمل في طياتها أخباراً يُمكن تصديقها، لكنها بالمحصلة تندرج ضمن أدوات القلق الذي يقود الناس للمزيد من التحسب وعدم التيقن.
وفي معرض رؤيته لتطورات أزمة الكورونا، قال الكاتب عبدالمجيد جرادات: كيف سيكون مستقبل العلاقات بين بني البشر؟، وماذا عن التراث الإنساني ؟، وهل ستكون هنالك جهود لتثبيت منظومة القيم الإنسانية التي تحرص على الارتقاء بقيمة الإنسان وتمنحه الحرية التي تحفز قدراته على الإبداع والعمل المنتج؟.
في نهاية الندوة، أكد جرادات على أن المشهد بشكل عام يحتاج للكثير من التحلّي بالهدوء والصبر، وهذا يُشكل مدخلاً للقدرة على احتمال المكاره ومحاولة الصمود في وجه المحن، ثم قال: المؤمل هو أن يتألق الفعل الثقافي ودور الإعلام بالاتجاه الذي يرتكز على الجهد التوعوي بحيث يتفهم الناس أهمية فكرة التباعد أثناء الوقوف للحصول على حاجياتهم، وأخذ كل التدابير التي تحد من انتشار الوباء، ويبقى الفعل الأهم وهو المسار الفكري ومن خلاله يتم تقديم المشورة لكل المعنيين بصنع القرارات بحيث نخلص إلى نتيجتين :
الأولى:
توطين ثقافة المشاركة وتكاملية الأدوار في التصدي للوباء ضمن توافقات اجتماعية
يسود فيها الحوار والحرص المطلق على صون المصالح العليا للجميع .
النتيجة الثانية: أن نضع في حساباتنا بان التصدّي للوباء ومحاصرته، يتطلب تجنب الخوف والتسلّح بالمناعة الاجتماعية التي توظف كل الجهود والطاقات في خدمة التنمية المستدامة بشقيها الاجتماعي والاقتصادي، وفي كل الحالات نتوقع أن تقف الثقافة والإعلام على شرفة إدامة المعنويات التي تشجع الناس على الإحساس بقيمة الوقت ومتعة الإنجاز.
إرسال تعليق