-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

أيام الشباب د. إبراهيم الكوفحي

أيام الشباب  د. إبراهيم الكوفحي


تذكّرتُ أيّام الشّبابِ، وإنّها

               لأيّامُ جِدٍّ، ما عرفتُ بها هَزْلا                            

إذا ما لَهَا حولي الرّفاقُ، رأيتني

    أخوضُ البحارَ الهُوجَ، أستعذبُ الهَوْلا       

يصيحونَ: مجنونٌ، ألا ارجعْ، وإنّني

            لمستمتِعٌ إذ أمخُرُ الموجَ والليلا

وإذ أصرعُ (الحيتانَ) من كلّ جانبٍ

              تودّ انقلابي كي أكونَ لها أُكْلا

أغذّ الخُطى.. نحوَ الجبالِ بعيدةً

           ليحضُنَني عند اللقا الجَبَلُ الأعلى

هنالكَ حيثُ الأنجُمُ الزُّهْرُ  تنحني

             تمدُّ ليَ الأيدي..، مُرَحِّبَةً جَذْلى

توشوشُني: أنّى توقّلتَ في الذُّرا

          وكيف قطعتَ البحرَ، وهْوَ دمٌ، قَبْلا

وكيف تحدّيتَ المصاعبَ كلّها

         وتحتكَ لو طالعتَ..، ما أكثرَ القتلى

يلذّ لقلبي.. أنْ أُخاطرَ دائماً

           وأنْ لا يراني الدهر إلّا أخا الجُلّى

إذا ما رأى عيني تنامُ هُنَيْهةً

              يثورُ غضوباً ثُمّ يوجعُني عَذْلا

أسافرُ وحدي كلّ يومٍ مغامِراً

         لأستجلِيَ الأكوانَ، ما أقبحَ الجَهْلا

على القمّةِ العلياء أستلّ ريشتي

            فكَمْ ألهمَ الأفْقُ القصيُّ وكَمْ أملى

أسرّحُ طرفي في الفضاءاتِ حالماً       

             فكَمْ مَلَكٍ أو كوكبٍ صار لي خِلّا

أسامرُ طولَ الليلِ وجهاً منوِّراً

        فليس بأشهى.. حين أنظرُ، أو أحلى

أسائلُ عن هذا وذيّاكَ..، ظامئاً

       فيسقي كؤوسَ النّورِ لا يعرفُ البُخْلا

يجودُ بأسرارِ الوجودِ، فأنتشي

          وأطلبُ أخرى، وهْوَ لا يسأمُ العَلّا


إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016