-1-
القميصُ الذي حقَّقتْهُ القصيدةُ
يحتاجُ فتنتَهُ
وأنا بين سدَّين أحتاجُ خيلاً
وإنْ مرَّ بي آخرُ السَّطرِ
أحتاجُ للبابِ كي أنتبهْ
***
-2-
أرى جوقةً تستميلُ المغنّي
وعيناً تردُّ إلى
الليل حُرَّاسَها
فانثري يا حدائقُ
وَرْدَكِ
سرِّي لديكِ
وريحي مقلَّمةٌ في
ثيابي
***
-3-
حكمةُ النصِّ أنْ لا أجنِّدَ في النصِّ باباً
ليدخلهُ العابرونْ
حكمةُ النصِّ
أنْ أدخلَ النصَّ وحدي
بلا زمنٍ أو وصايا
***
-4-
نَصَبَ الشِّعرُ جبهتهُ في الضحى
وما جرَّني للغيابِ
أحدْ
***
-5-
كلّنا غامضٌ
شارعٌ يسترُ العنكبوتْ
ملحُ بحرٍ يموتْ
غبطةُ النصِّ فوق البيوتْ
كلّنا غامضٌ
جرسُ البابِ والأهلُ
حاق بالرملِ ما ضيَّعَ الرملُ
كلّنا غامضٌ
كائناً ما يكون أبي
زرتُهُ
قال لي خذ يدي، فارتجفتُ
ووشيتُ بهِ
وتركتُ له ساحلي
رملَ أياميَ المُبهمةْ
زرتُهُ، والليالي مرشَّحةً
للدخول إلى الماء
منسوبةً للطبولْ
حين تجتاحُهُ وحدتي
حين يسلبُهُ النومُ مِنْ حالتي المُلهمةْ
أدّعي ما يقول
مرَّ بي ولدي
قلتُ أخرجُهُ مِنْ ترابي
وأخرجهُ مِنْ غيابي
وإنْ مرَّ بي آخرُ السطرِ
لا بدَّ لي مِنْ شَبَهْ
***
عارضٌ مُشتبهْ
مرَّ بالنصِّ في شهر آبْ
قال أسكنُهُ، وأسنُّ له حربةً
وألوذُ بهِ
تربتي بين أشجارهِ
تربتي بين أسرارهِ
***
-6-
باستتارٍ قليلٍ أتوِّجُ نفْسي
وأنسبُ لي نَسَبي
مرايا الندى في خيالي
وعاملةُ النحل في قَصَبي
سوف أعجنُ نخلاً جديداً
وبحراً جديداً
وبرَّاً جديداً
وكينونةً لأبي
***
-7-
كان لي شجرٌ
جئتُ أشرعهُ في كلامي
فهامَ المديحُ كثيراً على رقصتي
عبروا سيرتي
عَصَبَ القاتِ في النصِّ
شكلَ الشتاتِ
ومشكاة بيتي
وحكمة جدي
أطيلُ الوقوفَ على نرجسي
أباعدُ بين الثرى والثريا
وأدخلُ وحدي
***
-8-
جمرتي يا أبي
تحت قوس الغمام
أدمنتْ تعبي
ونسبتُ لها مِنْ يدي نَسَبي
تركوا نارَها في بطين الكلام
وما حملوا عِنبي
***
-9-
أحيلُ يدي
حبةَ القمح في السنبلةْ
عُشرَ ما يرصدونَ مِنَ الأغنيةْ
كوكبي قبلَ أنْ يُستمال المُغنّي
جيادي الحبيساتِ
في الخيمةِ المقفرةْ
حصّتي مِنْ كلامي عن المقبرةْ
قيامي مِنَ العزلة المشتهاةِ
دخولي إلى قهوتي في الحياةِ
***
أحيلُ لهم عسسي
نصفَ ما تركَ الأولونْ
نصفَ ما يشتهونْ
وأتركُ في أرضهمْ تذكرةْ
***
-10-
دياري معبَّأةٌ بالكنوز
تراثي الذي جسَّدتهُ القصيدةُ
لحمي الذي برَّأتهُ الخصوماتُ
شمسي المُغيَّبة المشتهاةُ
وغيمي المقطَّرُ في كلِّ حقلٍ
وعطري المناسبُ للناسكاتِ
وسيفي الذي جسَّدتهُ الحياةُ
***
-11-
أقمتُ لهمْ نيزكَ البوح فجراً
على قهوتي في الصباح
وحدثتهمْ عن نصيبي مِنَ المتنبي
عن الشِّعرِ
عن غزلِ النحل للوردِ
عن غبطةِ السَّير فوق الحصى
وحدثتهمْ عن خلايا النشيدِ
ومأوى الصُّورْ
***
-12-
لديكَ مِنَ اللؤلؤ
المشتهى
لديكَ مِنَ البحر ما
لا يُرى
لديكَ الندى
لديكَ الشجر
أقاموا عليك
القبيلةَ
كلَّ القبيلةِ
حتى اللصوصَ
وحتى الذي في الرضا
يسكنونْ
***
شجرُ المرج ما يدَّعونْ
نسبوا عزلتي للرتابةْ
آبَ من آبَ
كان بهِ وجدُ
بأسٍ شديدٍ
دنا فتدلّى
على قاب قوسين مِنْ عزلةٍ
في الكتابةْ
***
-13-
هل تنكَّبتُ خيلي على حين غرَّةْ؟
هل تنكَّبتُ بئري الأثيرةَ؟
كنتُ على شدَّة
الخوفِ أُظمي بياني
وأنسبهُ للقصبْ
كنتُ يوماً تركتُ له الريحَ
سرَّ الرجوع إلى القطنِ
أُذكُرُ شكلَ الشتاتِ
فيا هندُ هل روَّجَ
الميِّتون لموتي؟
وأذكُرُ ما كان مِنْ
خطبتي للنساء
خرجنَ
إليَّ فرادى
وكنَّ يهدهدنَ ظلي
وكنَّ إذا ما
استترنَ بلحمي
يقرنَ البيوتَ
ولا يُخرجنَّ الهوى مِنْ
غنائي!
***
-14-
أمامي يدٌ واحدةْ
أنا سترُها حين تمضي
وسترُ القصيدةِ حين
تضيّعُ أبوابَها الشَّمسُ
وسترُ السنابلِ
حين يرتِّلُ أنفاسَها
العرسُ
نسبتُ لأمي أقانيمها،
فانكفأتُ
وجرَّبتُ رميَ الحديقة
يوماً
بإكليلها القرمزيِّ
فحزَّ الرياحَ أبي
وسوَّى مداري
ولَمْ ينتهِ الدرسُ
وما بال موجكَ يرسو
***
-15-
قد أحدِّدُ يومي
بآخر فصلٍ تقامُ
عليهِ السَّنةْ
عارضٌ مُشتبهْ
المصابيحُ مِنْ فضةٍ
مُتقنةْ
***
-16-
هي الرحلةُ السرمديةُ يا أبتي
طواها على مَهلهِ الحبُّ
في آخر العمرِ
والشَّيبُ مُفْتَعَلُ
فأكثرْ مِنَ القطنِ
ها إنني أَصِلُ
***
-17-
وجئتُ على قَدَرٍ
لِيَمُرَّ الهوى
عبروا سيرتي باتجاه الندى
باتجاه القصيدةِ
حيثُ تركتُ لهمْ فسحةً في مداري
يدورون حيثُ أدورُ
وكنتُ أداري رياحَ المرايا
وسلّة ما ينهبون مِنَ المفرداتِ
ولكنهُ البابُ لَمْ يتَّجهْ
***
-18-
قد أصيبُ يداً واحدةْ
كنتُ حبَّرتُ نجمتها بالنشيدِ
وألَّبْتُ ضدي أصابعها
والمدى
وانسحبتُ
حاق بالرملِ ما ضيَّعَ الصمتُ
فانهضوا مِنْ ترابي
ترابي الذي جسَّدتهُ القصيدةُ باسمي
ولن تدمنوا رقصتي في الشبهْ.
إرسال تعليق