ما أكثرَ الشِّعْرَ في عصري، وأتفهَه!
أما تراه لَقَىً في كلّ دُكّانِ
فتّشْ تجدْه خَلَا من كلّ عاطفةٍ
أو فكرةٍ .. أشعلَتْها روحُ فنّانِ
أكوامُهُ زَبَدٌ يطفو على زَبَدٍ
الصِّفْرُ والصِّفْرُ صِفْرٌ دون قبّانِ
صار القريضُ سماديراً يسطّرها
يراعُ سكرانَ، أو ألعابَ صبيانِ
إني لأضحكُ دوماً إذْ أشاهدُه
في السّوقِ يزهو بأشكالٍ وألوانِ
كأنما الشعرُ صَفْحاتٌ وأغلفةٌ
هيهاتَ ينشرُ ميْتاً حُسْنُ أكفانِ
كم تافهٍ أجوفٍ كالطبْلِ، تحسبُهُ
(ماكينةً) كلَّ يومٍ ألف ديوانِ
في مَصْفق الشعر كَمْ باهى بسلعتِهِ
من الغُثاء، ليُغثي كلَّ وجدانِ
لو رحتَ تسألُهُ عنْ شعرِ مَنْ سَبَقوا
لقالَ: ما (أحمدٌ) قِدْماً ، وما الثاني!
وظلّ يهذي : أنا مَلْكُ القصيدِ ، بلا مُنازِعٍ..
من رُبى طَنْجا لبغدانِ!
يا رُبّ ديوانِ شعرٍ حين تفتحُهُ
تُلْفيه لَحْداً حوى أشلاءَ جُثمانِ
تشمُّ منه ظَلاماً مُنتِناً ، وترى
في كلّ زاويةٍ أسرابَ ديدانِ
يراهُ صاحبُهُ فنّاً، ولا عَجَبٌ
أمُّ القرودِ تنادي : أين غِزلاني!
لفتني توظيف الشاعر في القصيدة للصورة الفنية و الأساليب الإنشائية كالتعجب والنداء والاستفهام والشرط، لما لها من دور كبير في توليد المعنى والتأثير علي المتلقي في طرح قضية تشغل بال الكثيرين من الأدباء والشعراء في عالمنا العربي .فهي من اروع ما قرأت لأنها تعبر عما يجول في خاطرنا باسلوب شعري . دام قلمك وابداعك دكتور
ردحذفالقدس الشريف