رسالة إلى لافونتين رضوان خديد
صديقي La Fontaine
سلامٌ لكَ بعد أن اهتديتَ بالشِعر
سلامٌ لذات النِّطاق الأحمر
مرحى بالثعلب
وبالغراب.
***
أظنكَ دَسَسْتَ روحا ساخرة تحت وسادتي
عادةُ الشعراء كتابة الدسيسة اللذيذة
والانصرافْ
عادتي
أرشُّ من المداد على ورقٍ يابس أنتظرُ تتدلى عليّ
شجرةٌ من السماء أحتطبُ زادَ أتون ميت
مِن يَبَسٍ وضحكاتْ
أصنع أحجية أمُدّها على قامة الليل هي الزاد واللحاف
وضوء القمر
عادةُ الشعراء إشعالُ الليل
في الذات
بالذات
بالخواءْ
***
صديقي La fontaine
أحبُّ الجُمَل الصغيرة
تلك النانو-لغة تحتاج نظارات شقية
أحبُّ الجُمل الصغيرة
أحبها عندما تكبر
تمتلك غواية الحارات الملعونة تسير بين الأزقة
المنسية لا تفزع من وجوه الغرباء
فمن أين يأتي الفزع
إلى لغة البؤساء.
***
صديقي La Fontaine
لا تعجب من معرفتي بلسانك
تجهل لغتي
أعرفُ لغتك
اطمئن
ثمة من سيعثر علينا في نهاية المطاف
لغة أخرى عنوان آخر
أجهل لغتي ربما أيضا أجهل لغتك لكنني أحتاج مثل
الجميع وطنا ولو في لغة الآخرين
أتكلم لغة الثعلب مثلك مثله أتودد
لأحلامي
ومثل قبيلة الغاوين
أحمل كفايتي من الحزن
أحمل عصا القصيدة أهشُّ بها على وجعي
وهذه يدي سوداء
لو أخرجتُها
قسَمْتُ غابة الجراح وَطنيْن.
***
صديقي La Fontaine
أنا أعمى
مثل حيوان طريد
حاسدٌ
ككل منافس في الحِرفة
لا أتمنى لك تجارة رابحة
أشتهي أن يسقط الجُبن من منقار الغراب
لنضحك من بلاهة الشاعر
أتمنى أن يفاجئ الصرارُ النملةَ بلحن
يُفسد صوامعَ البُر
أتمنى أن يستمر في الغناء
أن يدور الحَوْلُ عليه ضاحكاً
أن يعيش من جنونه
شتاءً طويلا أن يرقص ألف عام
أن يموت ضاحكا
أتمنى أن يظهر الصرار ظريفا في البطاقات البريدية
على جناح طائرة يابانية
مثل قناع من مسرح النّو
أتمنى في سِري أن أنسى لغاتيَ السالفة أن أنتمي
إلى حيث أطمئن
إلى أن أطمئن
سألبس غيمة شاردة
تعصرُني على شاطئ بعيد.
***
صديقي La Fontaine
كلانا كلاسيكي غَوْغائيٌّ
كلانا قديم
عاشقٌ للحكايات
دعنا نتبادل دعابات فاسقة عن التاريخ
دعنا ندغدغ جثة القصيدة
نرشّ جراحها بالملح بكل اللغات
نترقب صرختها
نشربُ عتاقتنا
ننافقها مثل السيدة De La Sablière
القصيدة يا صديقي امرأة جريحة في حديقة
ذئب جريح.
______________________
رضوان خديد
شاعر من المغرب
يونيو 2020
إرسال تعليق