في الشهور الماضية
تعلمتُ لغة الطير
صرتُ قادرا على إطلاق صفيرٍ غريبٍ أمزجُه بحبات السمسم أقرفِصُ مثلَ بودِيٍّ صابرٍ تحُطُّ الطيورُ فوق كتفيّ
تحُكّ آدميتي كل صباحٍ
تتأكد من أنني لستُ سنوراً ماكراً
تدسُّ مناقيرها المشحوذة بالريح في زوايايَ
صِرتُ عندها شجرة عجيبة
في الشهور الماضية
تعلمتُ كيف أكون شجرة
لأني
استطعتُ
طمأنة قبيلة من العصافير.
***
في الشهور الماضية
لم أقرأ جريدة واحدة
ماذا أفعل في أرض صغيرة بأخبار كبيرة
هذا الغليان يحتاج أرضا بتول
شمساً تشتعلُ أول مرة
بدراً لم يتعب من الصعود والنزول
***
في الشهور الماضية
صنعتُ سفينة
خشبٌ كثيرٌ خرج من صدري
أعوادٌ تصلح لإشعال حرائق لا حصر لها
أدواحٌ قادرة على تسقيف كنائس ومساجد ومعابد
جذوع يابسة
خشبٌ مِطواع يليق بخاصرة امرأة سفينة
في الشهور الماضية
خرجت من قلبي سنديانة حمقاء هي الغابة تنتظر نبوءة الطوفان ليأتي الحطابون.
***
في الشهور الماضية
كتبتُ قصيدة وحيدة
كنتُ أخطها في المكان ذاته صباح مساء
أكتبها أمسحها
أنساها أتذكرها
أكتبها أمسحها
أنساها
أتذكرها
صنعتُ قصيدة نصف لعبة نصف حقيقة نصف زمن نصفَ نصفٍ من كل شيء.
***
في الشهور الماضية
قرأتُ كتابا مناسبا
كيف تضيع في مكان صغير.
_____
شاعر
من المغرب يونيو 2020
إرسال تعليق