وزنٌ فائض / للشاعر رامي زكريا

***

ثلاثون كيلوغراماً،

وليذهبِ الفائضُ إلى الجحيم.
إلى جحيمٍ آخر.
…
الذكرياتُ خمرةٌ رديئةٌ أقدمها هديةً لحرسِ الحدودِ الذين لا أحبهم،
وأبتسم.
أدفنُ كُتباً ما زالت تتنفس، وأبتسم.
أعلّقُ روحي على جناحٍ من الألمنيوم، وأبتسم!
أقرأ أخبار الأرض من على ارتفاع ثلاثين ألف قدمٍ
فيبكي قلبي، وأبتسم!
…
يقولُ الرفاقُ: كنْ حذراً.
الحذرُ فضيلةٌ للمترفين،
أما الهاربُ من العاصفةِ فتتعلق أصابعهُ بأيّ شيءٍ كحبّارٍ مذعور.
انظروا كيفَ أحمُدُ سماءً لا تسمحُ لي بحملِ كُتبي.
…
جلستُ أمس للنهر الذي يسيلُ بين أثداءٍ منتصبةٍ
وسألتُ نفسي:
لماذا كلمّا أحببتُ مدينةً
عَرضتُ نفسي للتبني لأخرى؟
...
كم هو مستبدٌ ذلك الوقت الذي
لا يسمح لي بمعانقة الجميع!
…
الأصدقاءُ الذينَ لا تحتملُ صداقتهم فارقَ التوقيت يقولون لي: لا ترحلْ.
حبيبتي التي لا تحبُ الأمطارَ الموسمية تقول لي: اتبعْ قلبك.
أُمي التي أعبرُ خلاياها كشبحٍ لا يستطيعُ العناق، تقولُ لي: ثق بالسماء.
أما التذاكرُ فتهزأُ بي مجدداً:
أنت بالطبع! … أنت الفائض