صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت الطبعة العربية
من كتاب
«A HUMAN ALGORITHM: How Artificial Intelligence
Is Redefining Who We Are» وجاء الكتاب بعنوان
«الخوارزمية البشرية: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تحديد من نحن» وهو من تأليف فلين
كولمن وترجمة أوليغ عوكي ومراجعة وتحرير مركز التعريب والبرمجة.
يتناول كتاب «الخوارزمية
البشرية: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تحديد من نحن» موضوع الروبوتيات والبرامج
والكمبيوترات التي تملك القدرة على "سلوك ذكي"، أو ما يُعرف بالآلات
"التفاعلية" التي يتم تطويرها لتقليد السلوك البشري، أو القدرة على
تنفيذ المهام البشرية. ويطرح الكتاب تساؤلات: هل للذكاء الاصطناعي أفكار؟ إذا كان
الروبوت كائنٌ جامدٌ ذكياً ويمكنه أن يفكِّر من تلقاء نفسه، هل هذا يعني أنه يمكن
أن تكون لديه قدرات إدراكيّة مثل الفهم والذاكرة والقرار والتفكير المنطقي؟ ثم
ماذا بشأن القدرة على الحسّ، المشاعر، مثل الفرح والغضب، والخبرات الأخرى التي
تتشاركها الكائنات الحيّة والتي نربطها بالذكاء؟ يفترض البعض أن كل الكائنات
العضوية هي مجرد خوارزميات: هل يعني هذا التصور أنه يمكن تصميم الحياة في الواقع
عبر نسخ الطبيعة بطرق اصطناعية؟
تجيب المؤلفة فلين كولمان
في هذا الكتاب عن أهم تطورات ثورة الذكاء الاصطناعي، وعن تأثير الآلات الذكية على
كل الكائنات الحيّة وتُبين كيف ستحوِّل هذه الثورة الأفراد والدول والشركات إلى
تحديد من نحن وكيف سيكون عليه حال البشرية التي ستتغير بطرق لا نتوقعها!.
تقول المؤلفة: "يجهل
العديد منا عمداً كم تؤثّر خوارزميات الذكاء الاصطناعي على قراراتنا من قبل، أو
كيف أننا موجودون جزئياً الآن في عوالم وهمية. سواء كنت تقرِّر أي حذاء ستشتري، أو
أي أصدقاء "ستصادق"، أو لمَن ستصوِّت، هناك خوارزمية ضالعة في العملية.
عندما تحدِّد شركة التأمين أقساطك، عندما يُوضَع شخصٌ على لائحة "الممنوعين
من السفر"، هناك خوارزمية ضالعة في العملية. توجد هذه الأيام خوارزمية تستطيع
أن تتوقّع ميولك الجنسية بدقة مذهلة (أفضل من البشر) عبر النظر إلى صورة لوجهك.
وبينما نتقبّل إعلانات غُوغل وتوصيات نتفليكس، التي تبدو غير مؤذية للعديد منا، هل
ننتبه إلى مدى نجاح ذكاء الآلة في التأثير على القرارات "الواعية عن
بُعد" والمقدَّر عددها بـ 35.000 والتي تأخذها أنت وكل راشد كل
يوم؟ لا أظن أننا ننتبه. وكذلك قادتنا المنتخَبون لا ينتبهون، نحن غير
جاهزين بالكامل للتأثير القصير الأجل لهذه التكنولوجيا الذكية وعواقبها. ومثلما
سأجادل في هذا الكتاب، رغم "حركة المسؤولية الخوارزميّة" الحديثة النشء
والحسنة النية، نحن غير مستعدّين بشكل مخيف لواقع الذكاء الاصطناعي الفعّال الذي
يتوصل إلى استنتاجات ويأخذ قرارات دون تدخّل بشري. إذا لم نتدخَّل عن قصد فإن
الذكاء الاصطناعي لن يطوِّر خوارزميةً تقيِّم الهموم البشرية. آمل أن أقنعك بأنّ
علينا أن نعترف بالعِلم، ونواجه مخاوفنا التكنولوجيّة، ونناقش حقوقنا البشرية
والمدنيّة الحالية والمستقبلية، ونوجه الشجاعة الأخلاقية لإنشاء آلات ذكية تعكس
إنسانيتنا بكل تنوّعاتها".
هذا الكتاب رسالة أمل ولكنها حذِرة تقول لنا بأن التكنولوجيا ستكشف مَن نحن في النهاية - مخلوقات مرنة وغير محصّنة، فضولية وإبداعية، زاخرة بإمكانيات التواصل الأصلي مع أنفسنا ومع الآخرين – وستوفِّر لنا فرصة لنبرمج تلك الصفات في مستقبلنا؛ لنميل جماعياً نحو الضوء. بالتأكيد لا تزال رحلتنا إلى عصر الآلات الذكية في بداياتها، لكن علينا الثقة أنه في مسعانا لبناء روح رقمية، سنجد أنفسنا.
الأسئلة في عالم الإدارة والأعمال
إذا أخطأت السؤال تخطأ القرار.
وراء كل قرار صائب سؤال عظيم.
السؤال الذي ليس له جواباً فهو ليس بسؤال.
في كتابه «الأسئلة في عالم الإدارة والأعمال»
يتحدث الدكتور عادل بن سخي البلوشي عن أهمية الأسئلة في عالم القيادة وطريقة
صياغتها وطرحها بأسلوب علمي وممنهج كي تحقق المؤسسة أهدافها كفريق عمل متناغم
ومتفاعل ومنسجم مع كافة الظروف. كما يُحذر القادة والإداريين والتنفيذين من انحراف
الأسئلة وخروجها عن الموضوع لكي لا تؤدي إلى ضياع الهدف من السؤال. لذلك هو يقدم
الكثير من النصح للقائد إذا أراد أن يتعلمها؛ فالأسئلة برأيه يجب أن تكون واقعية
وجديرة بالطرح وتكون تحفيزية وإيجابية وفي إطار واضح للجميع. ومن جانب آخر يرى أنه
يجب الابتعاد عن الأسئلة التي ليس لها داعٍ أو غرض؛ فهناك أسئلة يجب الابتعاد عنها
وهي ليست ذات صلة بالموضوع. لذا، - يقول المؤلف - إذا كانت أسئلة القائد سيئة
وخارج الموضوع فاعلم أنه قائد سيئ ومخادع وربما كان لديه أجندات خفية لإرباك
الموقف مثلاً أو أنه جاهل، وليست هناك احتمالات أخرى.
وفي السياق، يوضح الكتاب السبب أو الغرض من طرح
السؤال، أي لماذا نسال؟ فنحن نعلم – يقول المؤلف - أن الفضول وحب الاستطلاع والشغف
إلى المعرفة هي من طبيعة البشر وإن عقل الإنسان مملوء بأمور غامضة أحياناً يجب
اكتشافها، وأحياناً يهملها أو يتركها للزمن والظروف. لكن في ميدان العمل قد لا
يحصل هذا بشكل دائم بل يجب أن لا يحصل.
في مجمل ما ستقرأه في هذا الكتاب تتعرّف إلى مدى
أهمية الأسئلة وكيفية صياغتها وطرحها بأسلوب حضاري لكي تصبح مستمعاً ومشاهداً
ومناقشاً جيداً.
إلى ذلك، تم تخصيص باب كامل يتناول أسئلة القائد، وباب آخر عن الأسئلة الاستراتيجية، وأنواع أسئلة أخرى سوف تهيئ وتحفز فريق العمل في المؤسسات العاملة للإنجاز والوصول إلى نتائج جيدة وابتكارات جديدة. تلك هي مضامين هذا الكتاب الاستثنائي في طرحه والمتقدم في رؤيته لعالم الإدارة والأعمال والذي يتخذ من أهمية الأسئلة في عالم العمل مرتكزاً للتطور والنجاح
إرسال تعليق