يشتغل
الديوان الجديد والذي يأتي بعد تسعة دواوين، وغيرها في النقد والنصوص النثرية، في
نصوصه على الحال الجمعي للوجود وتحولاته النفسية، على الحال الذي يتقدم لقراءة ما
هو متسق مع فيوضات هذه النفسية المتحوّلة، يقول في القصيدة الأولى في الديوان:
" ستقول سنبلة الحقول لأختها: قَلِقٌ هو، وتقول ثم سحابة لسحابة مرّت هنا: قد
كان يرتجف الخريف على يديه، قلق يساورني عليه، حتى اليمامة غادرت أغصانه"،
تبدو هذه الأحوال التي تجمع بين الأصوات قلِقة ومرتبكة.
قصائد
الديوان التي احتوتها مجريات البحث عن الخلاص من القلق ومآلاته، وبلغت "
39" قصيدة تنوعت بين النص الطويل والنص القصير، وتنوعت فيها بنية العنوان
الجامع للديوان، لم تتنصل قصيدة واحدة منها من الارتكاز على الإطار العام لهذا
العنوان، فمنذ القصيدة الأولى " قَلِقٌ أنا"، مروراً بالعناوين
المتتابعة: " محض اعتراف، يأمرني الحزن فأصغي، سؤال الوقت، أحزان معتقة، طفل
على حافة الحنين، أسرفت في العمر اعتكافاً، حدائق الغرباء، قمران يرتعدان في كفي،
بين السراب وجدتها، تراجيديا، نقتسم الرحيل، عابر في الظل" والشاعر يبحث عن
صيغ تشاركية لتأسيس معجم خاص للقلق لمثل هذه التحولات.
إرسال تعليق