-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

السكوت علامة الرضا



 

الحلقة العاشرة:

من الموروث الشعبي للأمثال في بلاد الشام من التراث العربي .

حلقات اسبوعية يكتبها / مطلق ملحم .


الأم هي الوحيدة التي تشعر بإبنتها وبحجم السهر والتعب عليها في تربيتها، وبقدر ما يملأ جسدها من تفكير في مستقبلها، فإن الأم هي الوحيدة القادرة على كشف ومعرفة ما يدور ويجول في فكر ابنتها وهي الأقرب لإبنتها والشعور بسعادتها أو بوجعها الذي بداخلها حتى لو لم تنطق بكلمة واحدة، سواء بالرضا والقبول أو الرفض

 

ومن الطبيعي أن البنات عندما يبلغن سن الرشد ويصبحن قادرات على الزواج يتقدم لخطبة الواحدة منهن العديد من الشباب خاصة إذا كانت على مستوى من الجمال والأخلاق ومن عائلة حسنة السيرة، ولا ضير من ذلك، لأن صاحب النصيب الذي يرضى به أهل الفتاة لحسبه ونسبه وأخلاقه، وعمله الصالح المشهود له فيه، وترضى به الفتاة أن يكون زوجاً لها عن طيب خاطر دون ضغوط عليها من أي كان، 


وفي نكاح البنت البكر نرى دوماً سكوت البكر وهذه من أحدى علامات رضاها، فيحق لأبيها أن يمضي العقد لمجرد سكوتها، إذا خُطبت فتاة وسألها أبوها هل توافقين أم لا، فإذا سكتت فهذا يعني أنها موافقة ولكنها تخجل أن تُصرح بذلك لأبيها احتراماً له وخجلاً منه، فيفهم أن سكوتها وخجلها مع ابتسامة منها تدل على علامة الرضا والقبول، أما إذا لم ترغب فهي تصارح أبيها بذلك أو يظهر من خلال قطب الحاجبين وعباسة الوجه، وذرف الدموع عندها لا يتم ذلك، 


والسكوت لم يعد في وقتنا الحاضر علامة من علامات الرضا، بل أصبح علامة للألم والحسرة والحزن يذبل النفوس في أغلب الأوقات، ولمثل هكذا أحداث يقال هذا المثل وفي البيع والشراء ، ..الخ

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016