الحلقة
السابعة:
رضينا بالهم والهم مرضيش بينا
من الموروث الشعبي
للأمثال في بلاد الشام من التراث العربي .
حلقات
اسبوعية يكتبها / مطلق ملحم .
من المشكلات التي تعاني منها بعض المجتمعات في منطقتنا العربية هو تزويج البنات بالإجبار والإكراه، دون أخذ موافقتهن أو السماح لهن في إبداء رأيهن، وهذا مخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، وللأب تزويج البكر صغيرة وكبيرة بغير إذنها، ويستحب استئذانها، وليس له تزويج ثيب إلا بإذنها، فإن كانت صغيرة لم تزوج حتى تبلغ، والجد كالأب عند عدمه، أما غيرهما كأخ وعم، لا يزوج صغيرة بحال، الظلم ظلمات يوم القيامة، وينبغي أن يكون المؤمن متحرياً في هذا الشأن، بحيث أنه لا يقع في الظلم، بأي صورة من صوره، أو حالة من حالاته، أو مستوى من مستوياته، والأب والجد، ينبغي أن لا يقعا في الظلم، تجاه أبنائهما، سواء في شأن مادي، أو معنوي، وأبناؤه مسؤولية عظيمة، سيسأل عنها أمام الله تبارك وتعالى يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، وليت شعري، إذا لم يكن تزويج المرأة مكرهة، من إنسان لا تحبه، ولا تريده، ظلماً، فكيف يكون الظلم إذاً؟
إن المرأة إنسانة لها مشاعرها وعواطفها، ورغباتها، كما أن لها تصوراتها،
التي تحدد أطر مستقبلها، بما تراه مناسباً لها، ولا يجوز تجاوز مثل هذه المعاني،
في شأن المرأة، بل هو نوع من الجاهلية، التي توقع الناس بالظلم بالنسبة لهذه
المرأة الرقيقة، بسمة الحياة، ويكون هذا الأمر واضحاً بصورة جلية، في بعض
المجتمعات التي لها وصف معين، بالنظر إلى المرأة، فيتعاملون معها بناءً على هذه
النظرة، بصورة مزرية، وبحال لا تليق، وكأن هذه المرأة، جماد، أو حيوان، فلا يحق
لها أن تختار، أو ترد، بل يا ويلها عند بعض الناس (في بعض المجتمعات) إن نطقت
بكلمة، أو نبست ببنت شفة فهو العار والشنار، والمصيبة والكارثة، فالرأي لغيرها وليس
لها إلا التنفيذ.
يقال هذا المثل عندما تعاند الدنيا والمصائب
والهموم مع الإنسان وبالرغم من رضاه تزيد عليه الهموم.. وتقول هذا المثل البنت
التي تقبل عريس بالرغم من عيوبه وتتفاجأ بأنه هو الذي يرفضها فتقول : رضينا
بالهم والهم ما رضا فينا.
يقول الشيخ الطنطاوي (رحمه الله) في إحدى محاضراته: رضينا بالهم والهم مرضيش بينا، عندما يحب المرء إنساناً فيراه ملكا وعندما يكرهه فيبصره شيطاناً، وما تبدل! ولكن تبدلت (حالة نفسك)، ومسكين من يظن أن الكره يجعلك أقوى، وأن الحقد يجعلك أذكى، وأن القسوة والعجفاء هي ما تجعلك إنساناً محترماً
إرسال تعليق