الحلقة الثامنة:
من الموروث الشعبي لأمثال بلاد الشام (التراث العربي).
حلقات أسبوعية يكتبها / مطلق ملحم
خيانة أقرب الناس لنا
تُمثل غصة وجُرح كبير في القلب، فمن الممكن أن يتعرض كل إنسان لطعنةٍ في الظهر،
ولكن عندما يلتفت ويرى أنَ هذا الغدر أتى من أقرب الأشخاص له، فإن قلبه ينزف
حُزناً، فالغدر والخيانة من أصعب الأمور التي لا يُمكن للإنسان تقبلها، وجُرحها
يحتاج لوقت كبير كي يَشفى منه، وقال الشُعراء والأدباء في الغدر والخيانة أقوى
الأبيات التي تحمل معاني النذالة وموت الضمير الذي هو من أسوأ صفات الإنسان.
كل إنسان منا يختار لنفسه
أصدقاء يُشاركونه أيام حياته، فرحها وحُزنها، فلا يُمكن لأي شخص أن يعيش وحيداً في
هذا الزمان، والأقارب هُم من أكثر الأشخاص الذين يُمكن أن يتم الوثوق بهم، وعندما
تتعرض للغدر والخيانة منهم، فإنك تكسر ويُجرح قلبك فتحتاج إلى وقتٍ كبير كي تشفى
من هذا الجرح، قد يتدخل بعض الأقارب بما يخص حياة الآخرين الشخصية.
ومن التواضع أن يستمع
المرء لكلام الآخرين ومشورتهم بكل إصغاء، وبالتالي على المستمع للكلام ووفق قناعته
له حرية الكلام والتصرف حسبما يراه مناسباً له، كون كل إنسان له الحرية والمقدرة
على معرفة ما يستطيع فعله، وهو الشخص القادر على تحليل ومعرفة الصالح من الخطأ، ومعرفة
المقابل بنقاط شخصيته القوية أو الضعيفة.
قد ينزعج المستمع لبعض
التدخلات في حياته الخاصة ولكن عليه أن يحاول مسايرة إزعاج الآخرين بتدخلاتهم في
حياته بالكلام الهادئ واقناعهم بما هو فاعله ويرغبهم بفعله خاصة مع الأقارب، وأنه
قادر على حل تلك المسائل العالقة أحياناً، وذلك بسبب فضول بعض الناس ورغبتهم
التحكم في مجريات حياة الآخرين.
والنصيحة لمثل هؤلاء أن
يتركوا الناس في حالها، وأن يتركوهم يتصرفون في حياتهم كيفما يشاءون، فكل إنسان
يعرف الخير من الشر، وهو القادر على اتخاذ قراره بنفسه ولكن خير للمرء أن يتخذ من
النصيحة للإنسان العاقل والذي يهمه أمره،
وهذا المثل يعني أن كلام
وتدخل الأقارب في حياة الآخرين لا فائدة منها ولا معنى، ويقال هذا المثل رغى (هو
الكلام الكثير) القريب (الأرحام والأقارب والأنساب وأقارب الانسان) مثل لبن
الزرايب (والزرايب هو سكن الفقراء من الأكواخ تشبه زرايب البهايم بتهالكها وضيق
ممراتها)
إرسال تعليق