الفشل الموروث الشعبي للأمثال سلسلة حلقات يكتبها أسبوعياً للعهدة الثقافية: |
خاص- العهدة
الحلقة (1)
الفشل هو أن تأتي التوقعات عكس ما هو مرجو،
والإصابة بخيبة الأمل، والوقوع في فخ الإحباط واليأس، وهو خلاف النجاح، والشيء
المضاد له، وهو التأخر والتراجع والتقهقر، وقلة التوفيق، وعدم تحقيق الأهداف
والطموحات.
الفشل لا يقتصر على شيء واحد في الحياة، ولا يمكن
حصر تعريفه في كلمات قليلة، فالفشل سنّة طبيعية من سنن الحياة، يمر فيه الجميع،
ويعرف طعم مرارته كل الناس، والفشل ليس عيباً، إنما العيب أن يقف الإنسان عند حدود
فشله، ويتوقف عن العمل والجد والاجتهاد، وأن يسمح لليأس بالسيطرة عليه، وأن يقف
طويلاً على أطلال ما لم يحالفه الحظ في الحصول عليه.
قد يفشل المرء في دراسته، وقد يفشل في عمله، وقد
يفشل في زواجه، أو قصة حبه، وقد يفشل في تكوين العلاقات مع الآخرين، لكن بالطبع لا
يعتبر هذا نهاية العالم.
حكاية المثل:
يحكى أن أعرابي حطّ ناقته أمام دكان الإسكافي
" حُنينا" لشراء خفين منه، ولم يشتريهما بعد جدل طويل على السعر
والنوعية، مما أغاظ " حُنينا"، فذهب حنين إلى طريق الإعرابي خلسة، ووضع
أحد الخفين، ثم سار مسافة، ووضع الخفّ الآخر، ثم اختبأ، وذلك للانتقام منه بسبب
إضاعة وقته في المجادلة وبدون فائدة، وعندما مرّ الأعرابي رأى أحد الخفين، فقال:
ما أشبه هذا بخفّ حُنين، ولو كان معه آخر لأخذته، وعندما سار رأى الخفّ الآخر
مطروحاً، فندم على تركه للأول، فنزل عن ناقته، وربطها، ثم رجع إلى مكان الخفّ
الأول، فخرج " حُنين" من مخبأه، فحلّ الناقة وأخذها، وعندما رجع
الأعرابي إلى بلده وليس معه إلا الخفّين، فقال أهل بلدته: " رجع بخفيّ
حُنين"، الذي صار مثلاً يتداول إلى يومنا هذا.
إرسال تعليق