فصل من شعرية اللجوء |
سَنَكْسبُ يوماً على
الأرض
من حربنا جولتينِ
ونخسرُ تفاحةً حين نأوي
إلى ظلّنا
وأيضاً سَنَكْسَبُ
غمّازتينِ
لآخر لوحاتنا
حين ندنو من اللونِ
أو نستجيرُ بأعمالنا في
بلاطِ الخدمْ
كذلك نَكْسَبُ ما
أودعتْهُ بِرَحْمِ المرايا
خيولٌ الأمانةِ
حين انتخى آدمٌ في الحياةِ
بوحلِ العدمْ
هيَ الحربُ تفعلُ في
الآمنين ندوباً
تُقشِّرُ جِلْدَ الصبايا
إذا ما انتظرنَ الورودَ
على شرفةِ الأمنياتِ
يعودُ الحبيبُ
إذن
لا غبارَ سيكشفُ أحزاننا
حين نأوي إلينا، وحيدينَ
إلا من الانتظارِ الذي
خاطهُ الجرحُ ورداً
وعلّقَ أشياءهُ في ممرّ
الصورْ
هيَ الحربُ ريحُ الرّعاةِ
وتفعلُ فينا الذي أوقعَ
الشكَّ في حجرةٍ
لَمْ تطأها قدمْ
قرية قومية قضاء بيسان |
على الشّوكِ ساروا فرادى
ويختلقونَ من الشكّ عذراً
لقرع الطبولِ
وفوقَ جناح الغيومِ صدى
طائراتٍ الأباتشي
وفوضى تجوب السهول
الجبالَ، وقاع البلادِ
وتمحو عن القاعِ شكلَ
الدُّخانِ
الخيولُ لها
ما لها من رهانٍ
وكانوا إذا نام ضوءُ
الدخانِ
يمرّونَ نحو التجذُّرِ في
الأرضِ، كانوا
ولكنّ بنتَ الحكايةِ
كانت تسلسلُ أيامَها
مع نزوعِ الألمْ
وفينا صبيّانِ كانا
إذا اشتعلَ الوقتُ،
ينحدرانِ
إلى توتةٍ في الطريقِ
ويختصرانِ الغزلْ
عَيين كانا
إذا ركضتْ طلقةُ
الانشطارِ
أمامَهُما
غرّدا: يا أبَ العائدينَ
أعِنّا
ففي البيتِ قلبٌ تركناهُ
ملء الدّيارِ
وملء الخطى
للسرير الذي ما انفصلْ
أعِنّا على سرْدِ
أحلامِنا
كيف جفّتْ ينابيعُها يا
أبانا
وكيف انتظرنا على البابِ
جيش الأملْ؟!
ولكنّ توتُ الطريقِ تعرّى
فأفلتنا للعراءِ طليقينِ
إلا من الخوفِ يقوى على
طيّ أسبابنا
إذ وَعَيْنا الحقيقةَ في
ركنها
يا أبانا: لماذا إذن
ننزوي
في أعالي الندمْ؟!
وفي الحربِ أفراسنا لا
تموتُ
ولا ينهضُ الغدرُ من
عمرها
باتجاه الشواطئِ
كانت تمارسُ فعلَ النهوضِ
وفعلَ الحفاظِ على أثَرٍ
في الطريقِ
وفعلَ اجتراح المفاتيحِ
من أُكْرةِ البابِ
فعل الجنوحِ
إلى ما ليس يفنى
ويندى بآخر شيءٍ هَرِمْ
الحديقةُ كانت لنا مرتعاً
للطفولةِ
كنّا إذا هجعَ الليلُ
نأوي إلى ثمرٍ ناضجٍ
في البيوتِ التي مسّها
برقُ هذا الخرابِ الذي
أحدثتْهُ الأباتشي
وكنّا نمارسُ فعلَ النهوض
بأحجارها
كي نعيدَ الحياة لها
وكانوا إذا أجهضتْ
حِملَها الطائراتُ استقاموا
ولَمْ ينظروا
لو تباكى علينا
هنالكَ وجهٌ الإذاعةِ
في عينِ باب الخؤولةِ
أو عينِ عَمْ!
من بيوت قرية قومية |
كذلك نأوي إلى ضفتينِ من
الغربِ
نهرُ السريرةِ
جدّي تمسَّكَ بالضوءِ
ضوءُ البناياتِ كان
نقيّاً
فأوغلَ فيه دمٌ ناطقٌ
لا غرابةَ وحدي تمكّنتُ
من صدِّ قطعانهمْ
والجيوشُ التي أدركتْ
نفْسَها
في خضمِّ الحروبِ رأتْني
على ساحلِ
الموتِ وحدي
فأثقلها من توضأ تحتَ
رفيف العلمْ
كذلك شرقُ السريرةِ
كان يُضعضعُ لونَ الخيامِ
وينهرُ أيقونةً
من سؤال النهوضِ
ولَمّا اقتبسنا من الأرض
نبع الدموعِ
وعُدنا بآخرِ أشجارنا
في الطريقِ إلى ضفةِ
اللاجئينَ
انتهى موطنٌ كان يسألُ عن
أهلهِ
ولَمّا اعتذرنا عن
الحلْمِ في ساحةِ الانتظارِ
وفي شرفةٍ لا تراعي
الذِّممْ
صار كلُّ الذي في الوجودِ
عدمْ
إنّها الحربُ تأتي على
قَدَرٍ
ضالعٍ بالتوجُّسِ من كلّ
شيءٍ
وتأتي إلى أهلِها
العابرينَ مسالكَها
والطقوسَ إلى نشرِ هذي
المفاتيحِ
التي اتخذتْ من رقابِ
العبادِ
منازلَ عرجونها
إذ يُصلّونَ ليلاً خشوعاً
أمام الديار
وتأتي على عزمِها
إذ يدوسُ على أرضها
من
رمادٍ
قلمْ
وتبقى على علّة الأمرِ
أغنيةٌ لا تحيدُ عن
القوسِ
تبقى على كلِّ حالٍ
معلّقةً
مع أنين الوترْ
وتبقى كذلكَ مع نبشِ رؤيا
الحدودِ
إذا أُغلِقتْ بعد أن
نستريح
على الجسرِ، والطائراتُ
تُحلّقُ
أو تحرسُ اللاجئينَ، إذا
ما
وصلنا إلى ضفةٍ النهرِ،
عادتْ
وأشكلها أننا نعبرُ
النهرَ جسماً
لنحرسَ أرواحنا
والعيونُ لها حدّةٌ
بالنظرْ!
كذلكَ نزرعُ في
المزهريّاتِ
وردَ الشهيدِ الذي أسرجَ
الخيلَ
ثُمَّ غدا ظافراً
بالحنينِ
إلى باحةِ المُلتَزمْ
كأنّ الجهاتِ التي قد
ندوسُ عليها
ونحن نفارقُ أحلامنا
تنهضُ الآنَ من غفوةٍ في
خريفِ عقيمٍ
يقولونَ سوف تعودونَ بعد
قليلٍ
ويختلقون المرايا
فنبدأُ عدَّ الأصابعِ
لا تتعدّى يدينِ
معلّلتينِ بقصّ الأظافرِ
أو بالذي جَنَّبَ النّومَ
عينَ الفتى
وهوَ يمضي إلى نفْسهِ
جامحاً بالنهوضِ
انقروا صبرَكمْ
فالليالي قصارٌ إذا ما نظرنا
إلى موطئ النهرِ هذا الذي
صار لي موطئاً
للظهورِ على صورةٍ في
أعالي الوَهَمْ!
وجئنا إلى خيمةٍ في
السهولِ
الكثيبُ احتفى بالحفاةِ
وجئنا إلى غرّةٍ في الضحى
مثقلينَ بما هوَ أثقلُ من
صخرةٍ
واتحدنا على شبرِ ماءٍ من
الأرض
جُزنا امتحانَ القبولِ
ولكنْ رأى جدُّنا عثرةً
في المرايا
هنا بين قوسينِ
أدرَكَ أنّ الخطى ثورةٌ
للوصولِ
إلى عينِ ماء القبيلةِ
حتى إذا سَوْسَنَ الفجرُ
أيامَهُ في الخيامِ
اعتلى شجراً في الأعالي
وأخفى مفاتيحهُ
واكتفى مثل نورٍ ضئيلٍ
أتى كوّةً
في الجدارِ
فأوْسَعهُ صدرَهُ
فاستَقَمْ!!
كلُّ شيءٍ هنا قابلٌ
للقَسَمْ
الطفولةُ تسعى إلى صورةٍ
في الخيالِ
الرجولةُ تذهبُ في ليلها
نحو ضوء النهارِ
وأمّا النساءُ
فأيقونةٌ لِلهِمَمْ!
ولَمْ يفترشْ قلبُ هذي
الغزالةِ
يوماً حداداً
فقد ظلَّ فيهِ سُراةٌ
يُضيئونَ ليلَ العبورِ
إلى ذكرياتِ الأملْ
وينتظرونَ السُّراةَ
الذين تجهَّزَ فيهم
دمٌ ناطقٌ بالغزلْ
فانطوى الغيمُ رُعباً على
نفْسهِ
حين خلَّ بأشراطهِ
قوسُ هذي المِللْ
واكتفى بالرذاذِ، السكونِ
الذي
لم يرَ الصبرَ فيه هنا
ماردٌ
وانبعاثاً من الحقلِ
كان اليباسُ يطاردنا
بالجفافِ
على تلّةٍ زاغ فيها أخٌ
عن أخيهِ
وصار يطاردهُ
والطريدُ على نفْسهِ لَمْ
تُجِرْهُ الجيوشُ
ولكنّها غادرتْ نفْسها
باتجاه الحفاظ على
ذكرياتِ الحروبِ
وأسمائها
نكسةٌ
نكبةٌ
فانتظرنا
ولكنْ تداعى علينا من
الضعفِ
سوقُ الغنمْ!
وعدنا إلى خيمةِ العزمِ
حتى نرتّبَ سلَّمَ هذي
البداياتِ
لحظة رجْع الصدى
في قوارير بيضٍ
كأنّ مداها الرهان الذي
لا خفوتَ لهُ
في سماء اللجوءِ
احترفنا الصعود إلى جبلٍ
شامخٍ
وانتشرنا على صخرةٍ حطّها
السيْلُ
في آخر الحيِّ
لم نختلفْ
رغمَ أنّ اختلافَ
الطريقةِ بادٍ على سروةِ الأرضِ
كنّا معاً نستوي في
المنامِ
وفي شدّ أوتار خيمتنا
تحت باب الكهوفِ
وكنّا نرتّبَ شكل
القصيدةِ
كي لا تمرّ الأفاعي
فلا حِجْرَ يبقى لها حين
نأوي إلى
سيرةِ النور كانت تخافُ
إذا ما اقترفنا السبيلَ
إلى آخر الحيِّ
تنأى
ولكنّ طبْعَ القُرى سلّةٌ
للمخاض
ونحن على كلّ حدْسٍ
نمرِّرُ هذا النّغمْ!
فنمْ أيّها الخوفُ فينا
فقد صاغ أشجارنا حارسُ
الأرضِ
حتّى إذا ما استوى النايُ
مع وردةٍ للضحى
أيقنتْ مثلَنا
أننا لن نبيعَ من الأرض
شبراً
ولو وضعوا في اليمينِ
زكاة الطهارةِ
أو عدّلوا بعض أوصافنا في
السجونِ
ونَمْ أيها الخوفُ
وانظرْ إلى روحِ هذا
السبيلِ
فميعادُنا ثورةٌ فوق جسر
الحقائقِ
أو خلوةٌ للصراطِ على
كلِّ دَمْ!
نلوذ بأجمل ما في الديار
من البرتقالِ
ونسعى إلى بلبلٍ نابضٍ
فوق جسرِ البحيرةِ
حتى إذا انتابنا شوقُ هذي
الشجيرةِ
مِلْنا إلى باحة الحلْمِ
كان أبي يستظلُّ
ونحن نمارسُ أفراحَنا
بالمجيء إلى ظلّهِ
وكان إذا ما اتصلنا
بأشيائهِ لا يرانا
نظنُّ يرانا
ولكنّهُ مثقلٌ بالهمومِ
إذا ما ابتعدنا يرانا
ونحن الذين تعبنا كثيراً
يقوم
ويسعى إلينا
نلوذ بأجمل ما في الديار
من البرتقالِ
فيفرحُ، هل قلتُ يفرحُ
كان أبي لا يفارقُ غصن
الحياةِ
ليمنحنا ما نريدُ
ونحن نريدُ البداياتِ تلك
التي أثقلتْ روحهُ
بالحنينِ إلى نسلهِ
تزوّجَ قبل اشتعال الحصى
في الينابيعِ
ثُمَّ استوى مع رهان
الوصولِ
إلى العائلةْ
ولَمْ تكُ بعد الحياةُ
تُشَكّلُ صورتَهُ
وهو يمضي إلى زمنٍ طاعنٍ
بالجمالِ
فقد كان سِفْرُ البلادِ
يؤولُ
إلى لغةٍ مائلةْ
هنالك حيث افتراق المقام
عن الماعز الجبليّ
البداياتُ كانت إناثاً
يزحزحنَ ثِقْلَ
الرؤى ذات ليلٍ
وَيَهْرَمْنَ قبل نشافِ
الغسيل
على السطح
قال إذن: لا مناص من
الدفء فوق السريرِ
سنابل تغسلُ صحنَ البيوت
ويبدأنَ بالأغنياتِ
صباحاً
هنا يا حبيبي العبارةُ
أكثر منجى
من الظلّ
أكثر لؤماً إذا ما تعدّلَ
وجه الحديقةِ
أكثر بؤساً إذا صافحتها
الشجونُ
على كلّ سيْلٍ عَرِمْ!!
وجاء أخي في الضحى
لا يرى غير جرحٍ تناسلَ
من برتقال البلادِ
أتى ناحل الجسمِ
قلتُ الضحى
والحليبُ قليلٌ
إذا ما تعلل هذا الفؤادُ
بأحزانهِ
لا يرى غير سربٍ من
الطائراتِ
ترى شجراً واقفاً، فتميلُ
لتلقي عليهِ اصفرارَ
الوقوفِ
هنا في الطريقِ إلى ما
تبقى من الأمنياتِ
وفي يدهِ قطعةٌ من شظايا
وثقبٌ يسيلُ دماً من حليب
الأمومةِ
جاء أخي للغبارِ
إلى ما وراء البحارِ
وظلّ أبي يهتدي للطريقِ
إذا ما سَلِمْ!
منتهى ما يرى من خيالٍ
يرى الصقرُ بعضَ أجنحةٍ
في الهواءِ
هنا في نعاس الظلالِ التي
في الحجارةِ
كانت لنا قبل هذا بذورٌ
من العادياتِ
هنالك حيث أبي كان يرعى
على السفح ماعزهُ
والحجلْ
وكذلك في منتهى ما ترفُّ
لهُ مقلةٌ
قلتُ أرعى بناتِ القبيلةِ
إذ أوجِزُ النّوم في
مقلتينِ
لهذي القناطرِ في
الهاشميةِ*
حيثُ الشبابيكُ تسرحُ في
عينِ أشجارنا
يا أبي لا تقلْ سلّمَتْنا
المرايا لأعدائنا
بل سرايا الجيوش التي
خَنَستْ خلف أوكارها
وهي تعدُّ الفسيخ
لأجيالها بالغزلْ!
وأبي حطَّ فيما أرى
نصفَهُ
وهو يذوي نحيلاً عن
الأهلِ
لا تخدشوا الكبرياءَ
ففينا دمٌ من بقايا نسيج
البلادِ التي تنتظرنا
وصار أبي في الطريق إلى
البيتِ
صار أبي مُعتقلْ!!
وكذلك في منتهى ما رأيتُ
على جانبيّ الطريقِ
تشظّى المكان
وفي سعةٍ كان يملأُ
أنفاسَ من غادروها
إذا ما تجدّدَ وعيُ
الغيومِ
بأمطار هذا الكلِمْ!!
بين إربدَ والهاشميةِ
ثمّةَ جسرٌ قصيرٌ لأنفاس
هذي الديار
وثمّة قوسٌ لإنجاحِ
ثورتنا
بعد كلّ الذي صار في
حيّنا مُحتملْ!
لَمْ تكنْ لغة للحياةِ
هنا
غير أنّا اخترقنا جداراً
من الصمتِ
جُزنا السماءَ بأورادنا
وانتشرنا لنأخذ فاكهة
الأرضِ
من عينِ بئر الحياةِ،
انتشرنا
لنقرأ أسفارنا في الجهاتِ
جميعاً
إذا ما عثرنا على الشمسِ
كانت لنا في الكهوفِ
احترازاً
لِوِزْرَتنا في الجبلْ
نسوةٌ لم يغيّرنَ لونَ
نسيج الثيابِ
ولم يجترحنَ الحدادَ
رجالٌ كذلك لَمْ يخرجوا
عن سياقِ اللحاقِ
بلعبةِ زهرٍ أمام
الدكاكينِ
مرّوا خفافاً
فأملح قلبَ الطبيعةِ طفلٌ
رأى أن يشاكسَ بنتاً على
صدرها طيلسان الغيوم
فهزَّ الطبيعةَ غربالها
والعيون
وأمّا الطبيعةُ
كانت لنا تحت هذا الزحام
بواريدَ من فطنةٍ
واختزالَ الصعودِ إلى
حفلةٍ لبهاءِ العلَمْ!!
كنبتةِ دفلى على سور بيت
القبيلةِ
لَمْ تنتبهْ جدّتي للحوار
الذي دار بين الحجارةِ
والكائناتِ التي سرّبتها
(منيرةُ ) للناسِ
كانت تُظلّل أحفادها من
بني قريةٍ
أوسعتْها الجبالُ
امتداداً إلى الغربِ
كانت تخافُ على طينة
البيتِ
من فَرْزِ قشِّ الجديلةِ،
قالت لأمّي
اصبري
فالمدى واسعٌ
والحنينُ إلى عودة الروح
قابُ التشهّي
وقال أبي: في المدينةِ
شيءٌ من الذكرياتِ
القطارُ لهُ سكّةٌ في
الشوارعِ
حيفا تمرُّ على تلّ إربد
بين القصيدة والناسِ في
شارعٍ مُخمليٍّ
نعوتُ الظهيرةِ حين أداري
الحنينَ
وحيفا تمرُّ على تلّ
إربدَ
قال أبي: في المُخَيَّمِ
نَسْكُنُ
حتّى إذا ما توضّأ غيمُ
السبيلِ
انتشرنا على بُقعةٍ لا
فواصل فيها
هنا في المخيم نرفعُ ناي
الحياةِ
ونرفعُ سقْفَ الوصايا
الأغاني لها نفحةٌ في
الوصايا
كَبُرنا إذنْ
والتحفنا الدروبَ إلى
هيجان النوارسِ
حتى الجيوش التي أجبرتنا
على
أنْ نقيس المسافة بين
البلاد
وبين البلادِ
أقامتْ لها في العزاءِ
خياماً ونامتْ!!
ولكننا لَمْ نَنَمْ!
وفلسطينُ كانتْ عَلَمْ!
مثل وحي تنزّلَ في جبّةِ
اللاجئينَ
ففكّتْ أزرَّتها
فانتشرنا هنا في السهولِ
وفي جوف هذي الكهوفِ
على قمّةِ في أعالي
الجبالِ
وفي كلّ شيءٍ هنا
كان يحسُرُ غايتهُ معْ
رهان اللممْ!!
مثل وحيّ، ولَمْ
تنحدرْ قُبّعاتُ الخيالِ
إلى لعبةِ الصابرينَ
كذلك لَمْ يرتبط بالخيامِ
الفتى المُخمليُّ
فقام إلى السوقِ من أجلِ
رمّانةٍ
قد تشعُّ على بطنِ
أبنائهِ
إذ يعودُ إلى البيتِ
والريحُ قائمةٌ مع نسيج
الوَرَمْ!
وَحَرَثنا السهولَ على
مَهَلٍ
مثل حَرْث المُقِلِّ
التمارينُ كانت إذا شعشعَ
اللحنُ
نقفزُ فوق السياجِ
ونارِ الحِمى
والطيورُ إذا شقّ قلبُ
الحبيب صدى ضفّتينِ
أتاحتْ لنا أن نرشَّ على
ريشها
عطرَ هذا البهاءِ
وكنّا نمارسُ خفْقَ
الرّياحِ
على طولِ هذي السهولِ
ونحنُ إذا ما تعبنا
نمارسُ رقصتنا في العراءِ
اكتنزنا يدينِ
مُضبَّبتينِ بماءِ البلادِ
اكتنزنا تواريخَ
للأمنياتِ
وللمجدِ يَظفَرُ
بالسنديانِ
على ظهرِ هذي البسيطةِ
لكنّ وجهَ الحروبِ تغيّرَ
حتّى أدَمْنا العبورَ
إلى نفقٍ في القصيدةِ
فابغِ إليه سبيلاً
ورمّمْ هنا تحتهُ
سنديانَكَ
حتّى إذا ما تغيّرَ وجهُ
الحروبِ
وخالطَ قوسُ الشبيهِ
شبيهَكَ
فأْذَنْ لها أنْ تمرَّ
لكي لا تعالجَ شيئاً هنا
في اليسارِ من الوجهِ
أو صورةً في الجدارِ
وكنّا إذا ما قفزنا عن
الصخرِ
قلتُ التمارين جسرٌ من
النهر للبحرِ
حتى إذا ما تسللَ قلبُ
الحياةِ
إلى حيِّنا، واختلفنا
معاً حول رمل العروبةِ
مالوا
وروح القصيدةِ تأبى
إذا ما تناثرَ رملُ
العروبةِ
أنْ تستريحَ على غايةٍ
من ندمْ!
إرسال تعليق