1
لو أن نافذةً تطلّ على الحرائق في دم الشعراء لا شتعلت أمامي
ولقلتُ نصّي طازجاً كالنهر
أوله حداءُ الريح
أجمله كلامي
يا زهرة اللون البعيد عن انطفاء اللون
هل كنا معاً في الغيب
أم صرنا على الذكرى يداً تشتاق للأخرى
وتشكو للغرام من الغرامِ؟
ماذا سيرقص في ثياب الشوق
حين يضمنا وهج الطريق
وسدرة المعنى
وهودجنا الرخامي؟
قد كنتِ قنديلا وكنتِ عذوبة الدنيا
اذا ما سال وجهك من تراتيل الغروب على مقامي
وأنا، كزهر حدائق النارنج، أعدو خلف خطوك
في حرائق شوقنا لغدٍ بهيجٍ
كابتسامات المحبة والسلامِ
الليل يكتبنا بلون العطر في شجر البلاد
ويدفع المعنى أمامي
عشقٌ وعاشقةٌ وأحجارٌ من الغيم الولود
بزهرة الحبق النديّ
بماء نهرٍ جارفٍ كالنور
في حلَك الصباح
وكاشتياق الغيم للظّنِّ البعيد بليلةٍ
حبلى بأطفال اليمامِ
2
دعيني أرى غيرنا كي أضيف قليلًا من الزهو
في بهو هذا المساء
وكي أتمنّع عن قبلةٍ راودتني وأخفيتها في رفيف الأصابع تحت القميص
إذا ما مشينا معا في اتجاه الحديقة والبحر والانتشاء
دعينا نغادر هذا الزجاج المثلّج حتى نرى وجه أشباهنا في الشوارع،
والباص، واللغة البابلية خلف القصيدة، إما طرقنا على باب نصف الحياةْ
وإما أردنا من النار لذتها في الصباح وأوجاعها في العشية قرب
النهار
إلى «الدار»* تلك البهيّة في غابة البحر، تشبه قريتنا في الجبال
وتشبه قريتكم في الجبيل.
وتشبه حلماً صغيراً كرجفة قلبي الذي يتعشّق في مقلتيك السلام.
دعيني أعانق كفيك حين تلامس شطآنها ورفيف النوارس قرب الغروب.
وأن نتمدّد تحت المياه لنغسل شاشات أعيننا.
من أنين البواخر عبر الخليج ومن همهمات الحروب
ــــــــــــ
* الدار: جزيرة صغيرة
كالقلب في البحر القريب من خليج سترة في البحرين.
مجلة اليمامة 27/06/2019
إرسال تعليق