غازي الذيبة |
لَما أُراقبُ لَعنتي في
الموجِ
أنتظرُ المساءَ لكي أرى
كرمَ العِناقِ على
شِفاهكِ
غيرَ أنكِ تَذهبينَ إلى
الكرومِ وحيدةً
وتُخلّفينَ يَدي معلقةً
على غُصنٍ صغيرٍ في
الجوارِ
ولا تجيئي مرةً أُخرى
لكي تَدَعي يَدي
تَتَلَمسُ الحَلماتِ والعِنابِ
والنَهدِ الحَييِّ
وتَهربين
أنا ملاذُكِ
رُبما لن تَعرفي إلا
مَلاذًا واحدًا في الحُبِ
في اللغةِ الجميلةِ
في الكلامِ المرمريّ
ولن تَذوبي مَرةً أُخرى
على الَلهفاتِ
لن تَتَعلقي بقميصهِ
الشجريّ
سوف تُدندنينَ قصيدةً
غجريةً
عن عاشقٍ لَما رأى قلبَ
الجميلةِ
مائلاً نحوَ الجدارِ
رَمى أصابَعهُ على ناي
الغيابِ
وراحَ يَعزفُ غَفوةً
منسوجةً في ظِلهِ
لينامَ ساعتهُ الحزينةَ
للأبدْ
أنا شَهيقكِ حين أُخفقُ
أو أسيرُ إلى غُيومي
دونما كللٍ
وأزرعُ شتلةً في البرِ
كرمًا لاشتياقي
قِبلةً عُذريةً تاهتْ
عن المحرابِ
نافذةً
وقلبًا كُلما اجترحتهُ
مُعجزةٌ
تَجمدَ
تاهَ من تلقائهِ
لكنَ قلبي آهِ يَعرفُ
ما يُنيمُ من العناصرِ
في رِحابِ وجيبهِ
ويَراكِ كُلَ سُويعةٍ
تَتَأخرين أمام شُباكِ الفُراقِ
أمامَ أغنيةٍ لفيروزِ
الجميلةِ
وهيَ تُشعلُ شمعةً في
الريحِ
تُشعلُ لهفةً حَرّى على
قلقٍ تَؤوبُ إلى يديكِ
فَتحلُمينَ بباقةٍ من
زعتري
وتُلوّحينَ بُعيدَ
غَيبتِكِ الكثيفةِ بالمناديلِ الرشيقةِ
يا غيابُ
كُنْ وردةً لقميصهِ
الشجريِّ
كُنْ طوقًا من الأرقِ
المُعربشِ في الجنائنِ
كن نسيمًا ناعمًا
هَدِّئهُ بَعضَ هُنيهةٍ
فأنا الغَريبةُ
وهوَ أكثرُ من غريبٍ
حينَ يرقصُ في رِحابِ
وجيبهِ
تَنداحُ قافيةٌ هُنا
وتَطيرُ في تَحنانِ
جَذوتهِ الرياشُ
وتَحتمي برفيفهِ في
الحبِ
هل سَترينهُ لَما تَغيبي مرةً أُخرى
وتَلتفتي إليهِ
ولو قُبيلَ الهمسِ
أم سَتغادرينَ إلى
متاهاتِ الغيابِ؟
الموجُ وجهتهُ
وتيهُكِ لمْ يعدْ تيهًا
تَخمّرَ في المتاهةَِ
صارَ جُرحًا أخضرًا
ورمى ارتعاشَتهُ
الجَريحةَ في الحُقولِ
وصارَ يَنتظرُ الذهابْ.
إرسال تعليق