سأفرغُ أحمالَها مرّتين
وأمضي إلى خانة الوقتِ
ليلاً
واشرحُ للسالكينَ طريقي
عن المُفجعاتْ
أقول لهم إن أمّي رأتْ
في المنامِ
بأني أدور على
الوافياتِ حليباً
لأشهقَ بالأغنياتْ
وإنّ أبي قبل أنْ
استريحَ على ظلّ " سافا"
أحاط بِمَرهمِ قلبِ
الحياةْ
وفارقها للأبدْ
سأفرغُ أحمالَها
مرّتينِ
على بابِ حارتنا
إذ أنا لا أعي نصفَ هذا
النجيعِ
ونصفَ البلدْ
وأَحِبكُ أثوابَها قبل
أنْ يستريح الولدْ
سأرجئُ رسم ملامحها
ثُمَّ أبدأ بالنَّحتِ
فوق الصخور التي في الفيافي
وأجمعها صخرةً، صخرةً
يا أبي
لا تقلْ للترابِ
أذِنْتُكَ سلِّمْ على ولدي
قبل يوم الأحدْ
لكي لا يمرَّ على
البنكِ يسحبُ أحلامَهُ الناقصاتِ
ولا تفجعِ العابرينَ
بأوّلِ طيرٍ
تخطى دم الناسكاتِ، ولا
تفجع
البحرَ بالنائمينَ على
قهوةٍ من زبدْ
سأرجِىْ رسم ملامحها
قبل أن أستعيدَ اللجوءَ
الأخيرَ
لأرفعَ مِئذنةً للصلاةْ
تغالبُ أطرافنا في
الغريبِ من الحاضرينَ
على سلسبيل النجاةْ
وأدفعُ بالذاهبينَ إلى
فرصةِ الريحِ
وهيَ تعلِّقُ ثوب
الصبيةِ
أو تحفرُ الارضَ، أو
تنتهي مع غبار البَدَدْ!
سأرجئُ رسم ملامحها
إذ أعيش النزيف الجديدَ
هنالكَ
حيثُ أنا عابرٌ
لا أماري المدينة
أضواءها
أو حضور الغلابا
على كلّ حال أنا واحدٌ
كنتُ أسعى إليهم
وفي جعبتي خمرةٌ
وسَنَدْ!
تطول الغوايةُ
والطيلسان قصيرُ
اللسانِ
وفي مُدُنِ الناي آخر
حيٍّ
تجمّعَ فيهِ على غير
عادتهم عاشقونَ
رأيتُ ملامحها
صورةً في المرايا
وخلف الأنين بلدْ!
إرسال تعليق