* علي البتّيري
- شاعر القدس-
ها نحنُ دخلنا العصرَ الحجريَّ الثاني
من عمر الكرةِ الأرضية ..
لا أحساسَ به لا وعيَ ولا رحمةَ للبشرية
لا عاطفةَ قلوبٍ تُذكر
تمسحَ فينا الجلد ُ
وعقلُ المرء تحجَّر
أصبح من عقل الضفدع أصغر
العالم كل العالم جار علينا
وتنمّر
والطاغيةُ السفاحُ بشرب دماء ضحايانا
يبدو أفظعَ في من هتلر
يضحكُ من تاريخ بطولاتِ الأجدادِ
ويسخرُ من سيرة عنتر..
وبٓحرقِ الأطفال أمامَ عيون قذائفهِ يتباهى
بل يفخر..
ما زلنا نتضاءلُ في عين التاريخ
حتى صرنا من واحدةٍ في جزر الكاريبي
أصغر..
ها نحنُ دخلنا عصر َالشرق المذعنِ للغربِ
كثيراً
فنكادُ نقبّلُ من باب خضوع النفسِ يديهِ
وإنْ يطلبْ أجر حمايته لمزارعنا
ومصانعنا ومدارسنا
وملاعب صبيتنا
ندفعْ حتى مما هو موجودٌ
من أموال الفقراء وأكثر
يا شرقُ ترفقْ بشعوبِكَ وانهض
من تحت ثلوج الغفلةِ
إنّا نصطكُّ من البردِ ونحتاجُ لدفء إبائكَ
لا تطفئْ جمرَ الصحوةِ في كلِّ مواقدِنا
قل للغرب المستكبرِ يا غربُ
الزمْ حدَّك..
أوقف نحو شواطئِنا مدَّك
قل لمدلَّلةِ القلبِ لديك..
يكفيكِ بهذا الشرق العربيًِ دماراً
وخرابَ ديار..
يكفيكِ مجازر َوحشية
باتت تشعرُني بالخزيِ وبالعار
يا شرقُ تذكَّرْ ما في ماضيكَ من الأمجادْ..
كُن لمو اجهةِ الغربِ على استعداد
قلْ بصراحة همِّك..وتجرؤِِ غمّٓك..
وبكلِّ حروفٍ ناهضةٍ من لغة الضاد
أنا لستُ عدوَّكَ يا غربُ
فكيف لأجل حبيبتِكَ الشّريرةِِ
ستظلُّ عدوّي
تتوعدُ صمتَ بحاري
ووداعةَ برّي
ومسالمةَ الطقسِ بجوّي
نحنُ النصفان لأرض ٍ سخرها الله
لكلِّ عباده
فلماذا لا ينشغلُ الواحدُ منا
بأمور بلادِه؟
إن كنتَ ثظنُّ بأنَّكَ مني أقوى
تكن المخطئَ والواهمَ يا غربُ
اقرأ تاريخَ الغزوات علي الشرق العربيِّ،
وتاريخَ الاستعمار..
مرَّت تلك الحملاتُ الدمويةُ مدحورة
وبقيتُ أمامَ الله على الأرضِ
بأجملِ صورة..
أينَ مضى الناسكُ بطرس..
بصكوك الغفران..
أم أنتَ نسيت صلاح الدين
وحكايةَ حطين
وجنودَ القدس المنتصرين؟!
اخلعْ عن كتفيكَ ثيابَ أخٍ
لأخيهِ بمرآة الإنسانيةِ ظالم
وتعال كما أمرَ اللهُ
لِِمَن أنتَ ظلمتَ تصافي وتسالم
إما أن تُنقذَ في الشرقِ فلسطينَ
وشعبَ فلسطين
من جور وبطش المحتل الظالم
أو أنتَ ومَن دلّلتَ من المحتلين
انتظر الغضبَ العارم..
إن كانَ بكلِّ بحاري جزرٌ
تحسبُهُ الجزرَ الدائم
فالجزرُ لهُ عندي مدٌّ يتبعُهُ
والمدُّ إذا جُنَّت في الليل رياحُكَ قادم.
إرسال تعليق