لا أزعم أنني قاب خطوة أو عثرة واحدة
من مأربي
التجارب السالفة ربما أفسدها الشك
كل محاولاتي للمس حجر اليقين ليست سوى ضرب من السفاسف والسفسطة
لقد طفت سبعاََ حول كعبة شجوني
فلم تزدني إلا شجناََ
ويحي!! لم أترك حتى أثراََ
ولو كأثر الفراشة، بالمعنى الفيزيائي،
أو البعوضة
أدرك أنني ضال في طائفة، أو في ملة،
أو في عالم سوفسطائي
ما يلمع من وميض ليس ذهب السكينة
ولا ذهب الطمأنينة
كلما دنوت من خط النهاية، تحيرت أكثر
أليس كل مقصد ممكناََ؟
يقال: اتبع الصراط المستقيم
وما أدراني ما الصراط وما القويم
أنا واقف بين حدي المستحيل
وغير المستحيل
الرصيف ذاكرتي المشبعة بغاز النسيان
كيف أمر من ثقب ظنوني؟!
التذكر عملية رياضية شاقة جداََ
يعجزني أن أستعيد حتى ذكر نفسي
أيعني ذلك أنني عالق في فم بئر مجهولة؟
أم أنني من سالكي الطريق المنحرف؟
ما لي أتخبط ذات اليمين وذات الشمال تارة!
وطوراََ ذات الأمام وذات الخلف!
وأحياناََ ذات الحياة وذات الموت!
هي أحوال الضال/ المهتدي
تتقاذفني هواجسي بين جدرانها كركاب حافلة تهبط منحدرات خطرة
مفتاح الشعر بات صدئاََ بيدي
لا يصلح لأي باب
لا أبواب الخزائن؛
ولا أبواب الوجود والآخرة؛
ولا أبواب اللغة؛
لا يفتح لساني ولا اللسان العربي
ولا لسان الألم
حقاََ إنني أحمق!
كم أحتاج إلى جرعة واحدة
من كأس سقراط
بدل كأس الهراء والهذيان!!
لبنان _ زفتا في 2025/2/22
إرسال تعليق