يا أيها الجبل العظيم إزائي
خذني إليك فقد مللت بقائي
أرضعتني لبن الصمود فما انحنى
في أرض معركة الحياة لوائي
ومسحت عن صدري وساوس حيرة
كادت تعكر بالشكوك صفائي
يا فرحة القروي حين تزوره
يا زاد أغنيتي وسهم دعائي
قتلوك .. لكن امتدادك في دمي
سيظل يصهل في الذرى الشماء
سأشق باسمك درب عودتي التي
عصفت طويلا فوق بحر دمائي
يا أول الكشف الذي من حرفه
أصبح في جيش من الشعراء
تتناسل الأحزان حولي مثلما
تتناسل الطعنات من أعدائي
خذني لسفحك كعشبة برية
أو وردة نبوية الأشذاء
خذني لأعلى قمة لأرى غدي
في شط غربتنا القريب النائي
خذني لسفحك أستجير بظله
خذني لنبعك كي يفيض غنائي
ما زلت عنوان البلاد ووجهها
في زحمة الأوصاف والأسماء
أغفو وطيفك في الليالي مؤنسي
وبكل صبح يستفيق بكائي
وأرى سنيني وهي تعدو طفلة
في قبضة الأشباح والأعداء
نزعوك من أرض الرسالة عنوة
وكأنهم نزعوك من أحشائي
فلمن أغني والبيادر جمرة ؟!
ولمن يكون إذا ذبحت حدائي ؟!
ولمن أنوح وصوت قلبي خافت ؟!
ولمن أوجه صرختي وندائي ؟!
إرسال تعليق