سأصعدُ في حمأةِ الموبقاتِ إلى جبلٍ
لا يغيب عن الشّمس يومًا،
ويحمل أوزارهم وعقوق السنين
وقالوا: تبعثر بين السّوافي
وحول الغزاة المرابين في كلّ فجًّ
وغابّ على وجع النّايِ في صحبةِ
الأوّلينْ
أنادي عليهم بملْء اليقينِ
اخلعوا الصَّمتَ
إنَّ الخشوعَ الطّويل يُميتُ القلوبَ
فلا تجعلوا الغمد ماوى الخرافات
فالنّهر يطرب حين تضجّ السّواقي
ويشرقُ في ضفتيه الحنين
وأسمع رجع الصّدى في عيونِ الذين
اكتووا بلهيب المنافي وعفّتْ عليهم
رمالُ السّنين
لماذا ينامون ملْءَ الجفونِ
كأنّ الطّريق حريرٌ
وكلّ التراب أمينْ؟!
يقولون: لا تُتعب القلبَ
إنّ المسافات تنأى
تعبنا من الحلم، لا شيء في الدّار
إلّا انكفاء المريدين في الصّمتِ
من يعبرون العصور على فرشٍ من
حرير النّفاقِ
يسدّون بوّابةَ الحلم خلسًا
ويكتب عرّافهم في دجى المُرجفين :
" من يشأْ أن يسوس الرّقابَ ويسكر بالفوزِ،
والخلْقُ صَرْعى
فبوّابةُ الدّارِ مُشْرعةٌ صوبَ أحلام روما،
وروما تَعُدّ الخُطا؛ خطوةً خطوةً، صوبَ
بوّابةِ العابرين ْ"
بكى في الظّلام حمام الحمى
وأجهش شيخٌ يردّد أوراده
في ثنايا الطّلولِِ، ،ويشكو الزّمانَ
الهجينْ
إرسال تعليق