((
ويسألونك.. ))
وقالوا:
لم تراجع تصنيف (QS) العالمي للجامعات العربية؟! المسألة التي تطرح على أصحاب القرار، الآن هي: لِمَ
يأتِ كثيرون ممن هم يسهـبون في الكلام،
بطرح رؤى ضبابية وغالبيتهم، وفق ما يتبين لاحقا، لهم مرجعيات فكرية تبدو غربية أو
خارجة عن متناسبات تليق بجودنا وحضارتنا، ولا يضعون أصابعهم على الجراح، ولا على
مواطن الألم، لا بد من التفكير في جذور المشاكل التي تجتاح عالمنا الفكري مع
المنتج الحضاري الوافد، أنـّى كان مصـدره، فليس من التفكير السليم بإجراء قوانين
وأنظمة مما يُملى عليـنا مـن خـارج، لسبـب بسيط، نحـن، مكانتنا لدى الآخر، وبخاصة
الدول العظــمى، والدول الصــناعية.. مجـرد دول تابـعة، مستهلكة، متخلفة... إلخ،
نحن
(مصدر أرزاقهم) ولن يأتي منهم ما يجعلنا نتحرك للأمام، لا أنفي إمكانية الإفادة من
الآخر بشرائط توعوية، وواعية تماما للذات والهوية والحياة والعالم، ولنتـخذ بعض
الأمم التي تمكنت، من محـاولاتها الحثيثة، من إعادة كثير من سيادتها، وقدرتها على
تطويع إمكاناتهـا للنهـوض من جـديد،
والاعـتماد علـى الــذات..
ومثـال ذلك: الهنـد، وإيـران، وماليـزيا...(أو
ما يسمى دول النمور العشر) إذن لـيس كل وافـد من الآخـر نقـي تمـاما، وقد يُـدس
الســم في العسل، ومثل هذه المسائل المهمة، التي يمكن أن تكون قاعدة انطلاق صلبة،
لإعــادة الإنـتاج لذواتـنا بشكل متـواصل ومتصـل مـع تاريخنا وحـضارتنا، ومع مـا
يفـيد بوعي يقـود للتقدم. لـقد ناقش مـثل هـذه المسائل علـماء كـبار، عرب، وغير
عرب، وأضــرب أمثـلة يدركها المثقف وأصحاب الـشأن: إدوارد سعيد، في كتبه الرصينة،
حـول المثـقف والسلطـة، والامـبريالية، وكتـاب الاستشراق، وطروحات الجـابري في
بنـية العـقل العربي، وفي كتـب: لمالك عبد النبي وبخاصة في كتابه القضايا
الكبـرى، وكتاب علي شــريعتي وأخـص كتـابه
:(النـباهة والإستحمار).. إلـخ.
مثل هذه الطرحات المهمة لديهم ولدى آخرين، تدرك الصدمات الحضارية الموجـهة، والتي تركــز على تهديم الأسرة والتـعليم، والصروح العلمـية والثـقافية، وخير مثال يحضرني الان الهجمة الصهيونية، التي كان من استراتيجيتها هدم الجامعات والمدارس، والمساج، وكل ما يمت للثقافة بصلة، الإبادة الممنهحة للأسرة، وهذا غيـض من فيض. ولهذا يتم التهدبم ومن ثم، ومن منطق النظرة الاستعلائية، ولضعـفنا الحضاري التـاريخي المعاصر، يتـم دائما، اقتراح برامج لنا، ونمط علمي معين...لا يأتي جزافا أبدا، ولا يصاحبه الدعم المادي الفج مجانا، وهنـا لابد من الصحوة...، والثورة البيضاء، فمن نظرة بسيطة لمخرجات التعليم المدرسي، في عالمنا العربي، ونحن في مقدمتهم، الا من رحم ربي، تتراجع بشكـل خطـير، وباتت المدارس والجامعات أمكنة لصناعة الشهادات فعلا وللأسف، ولا بد من الجرأة الوطنية، للقيام بالتصدي لهذا الواقـع، ويبقى السؤال يتضخم حد الانفجار،...
ولابد من طرحه، للأمانة، وأعني هنا: سؤال النهضة
إلى أين؟ لذا لابد من العمـل الحثيثة، والمخلص، على قيـام
مؤتمـرات رصينـة علمـية فاعلة لإعادة الاعتبار لذواتنا ولوجودنا... وسؤال آخر،
يلح على ذاكراتنا: لماذا تقـوم بعض الجهات
الدوليـة الغربيـة بخاصة، والمؤسسات. والمراكز الفاعلة لها، والتي تستند
لإيديولوجيات خارجة عن مفاهيمنا الحضارية، والفكرية بتقييم وحوكمة، تحكيم مستوى
الجامعات العربية ومنتج الأعمال المعرفية، والإنتاج العلمي، وهي تمتص ذاكراتنا
وأمـوالنا ومـواقع القـوى في حضارتنـا ... ولعـل الجـواب بسيط، وهو: لعدم ثقتنا بأنفسنا، ولانصياعنا
للتبعية بقصد أو غير بغير قصد. تبقى وجهة
النظر هذه مجالا للبحث والحث على التنوير للتعبير عما يجول بفكرنا تجاه وطننا
عالمنا العربي الذي نعيش في، ودعوة للثحوة لخدمة الأجيال القادمة.
إرسال تعليق