صاحَ الحاجبُ
في بابِ القاعة:
- المتَّهمُ الأولُ
بالمجزرةِ الكبرى
في القرنِ الحادي والعشرين..
فَلْيتقدّمْ
ولْيَخرجْ من خلفِ القضبانِ
ليمثُلَ في الحالِ أمامَ القاضي
لمْ يدخلْ أحدٌ للقاعةِ
لكنَّ المتَّهمَ الجالسَ
في مَقعدِهِ
من بينِ الجمهورِ تقدَّمْ
كيْ يمثُلَ بالجرمِ المشهودِ
أمامَ القاضي
وعلى جنبيهِ مُحامونَ كثيرونْ
المتّهمُ الواقفُ يَعلكُ
والعلكةُ تُشغِلُهُ عن أيِّ كلام
وبلا ذرَّةِ أحساسٍ بالإجرام
فالقاضي يسألُهُ
وهو يهزُّ الرأسَ ولا يتكلَّم
وهنا وبصوتٍ واحدْ
يتحدَّثُ عنهُ محامونْ:
- يا قاضينا
إنَّ موكِّلَنا فوقَ القانون
لا تُتعبْ نفسَك
إن لم تُغلقْ للمتّهمِ الدُّوَليِّ
مَلفّاً قد تفقدُ رأسَك
نصفُ العالمِ مَعَهُ
والنصفُ الآخرُ
إرهابُ موكِّلِنا رَوَّعَهُ
*****
وهنا انتفضَ القاضي
وعلى الجمهورِ الجالسِ
في القاعةِ
ألقى مطرقةَ الحُكمِ
مَعَ العمَّة
وصلَ الغضبُ العَدليُّ بِهِ
للقمَّة
مالَ يميناً ويساراً
خاطبَ مَن حولَه:
- ماذا في الأمرِ تَرونْ؟
فأجابوه:
- يا قاضينا
مَعَهُ جلبَ المتَّهمُ لصوصاً
في زيِّ مُحامينْ..
سرقوا من تحتِ الأنقاضِ
المصبوغةِ بدماءِ المدنيّينْ
جُثثَ الأطفالِ
وباعوها في سوقِ كلابْ
نهبوا بعضَ حِليِّ النّسوةِ في الليلِ
وما وجدوا من أموالْ
وانسحبوا في ليلةِ حقدٍ
فائضةٍ بسوادِ الإرهابْ
ودمُ الأطفالِ على الأيدي
والأنيابْ..
جمعوا الأشلاءَ المنسيَّةَ من لحمِ فلسطينْ
نصبوها أقواساً
لِلُصوصٍ مُنتصرينْ
ونراهُم يا قاضينا مُتَّهمينْ
في أزياءِ مُحامينْ
*******
وقفَ الجمهورُ
وقدْ صاحَ القاضي
في محكمةِ شعوبِ العالم..
وبجلستِها المُنعقدة
في غيرِ مقرِّ الأممِ المتّحدة:
يا عالمُ
يا كلَّ شعوبِ العالمْ..
- قرّرنا إعدام المتَّهم ِالخارجِ من بحرِ دماءِ ضحاياهُ
وبلا خوفٍ ومُحاباة
وبلا تحريفٍ أو تمويهْ
وقُبَيلَ الإعدامِ حَكمنا
بالجلدِ العادلِ حتّى الموتِ
على كلِّ مُحاميهْ...!
إرسال تعليق