ما لُمْتُ يومًا قاتِلي
فقد عرفتُهُ بِسَمْتهِ
من أولِ الطريقْ
بوجهِهِ الصّفيق
بحرفِه الغريب
عرفتُه بِجُبنِهِ،
وباختبائِهِ في ركْبِ أبناء الطريق
عرفتُه بنابِهِ يُطلُّ من تحتِ
الدّخَانِ في الحريقْ
عرفتُهُ بخبثهِ،
في شَرقِهِ وغربهِ، وفي بكائهِ الكذوب
والزعيق
لكنّني رأيتُ أيضا نصفَهُ في بيتِنا
يأكلُ من طعامِنا
ويرتدي عباءةً من خَزِّنا
يُمارِسُ العَرَافهُ
يُعلِّم النقيق
ويَدّعي عداءَهُ لموتِنا
ويدّعي انتماءَهُ لبيتِنا العتيق
فاكتب إلهي أنني رأيتُه يُقدِّم المأوى
لهم
ويسرقُ الميرةَ من بيوتِنا
يَسْخرُ من أحلامِنا
ويُسْلم الأطفال في غزةَ للموتِ
المدوّي والحريق
يُغلِقُ دون خيلِكَ الطريق
واشهد بأنّا ما نسينا غدرهم
واشهد بأنّا صانعو خبز الحياة،
وأننا صُغْننا لهم موتًا يذرّيهم على الآفاق،
لا يُبقي بُراهم في طريق.
إرسال تعليق