ثقافة الصورة وثقافة الكلمة!! / الكاتب والمترجم إسماعيل أبو البندورة

 منذ أمد ليس بعيد أصبحت ثقافة الصورة هي التي تقف أمام العقل والبصر وهي التي تحشد المواقف وتصوغ الرأي العام وقد يراها البعض بديلا عن النصوص والصياغات الفكرية النثرية والكتابية..

ومنذ أمد قريب أصبحت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا هي التي تشد الأنظار وتحدد المواقف وتشكل الوعي ، وأصبحت ومضاتها وإيحاءاتها الخاطفة هي المعتمدة في الوعي السريع والمباشر وأصبحت بحد ذاتها هي الخبر والتفاصيل..

لم يعد الوصف الكتابي الانشائي مهما كانت دقته وعمقه هو الذي يشد الأنظار ويستوقف القارىء إلا إذا كان مرفوقًا بصوره تقربه من الفهم وهذا مما أصبح يؤخر ويؤثر على الفهوم العميقة الناضجة ذات المعاني والدلالات والعلامات الحقيقية العميقة المؤسسة للثقافة..  

ويخطئ من يظن ان الصورة قد تغني عن الكتابة المضمونية الايحائية والصيغ التعبيرية أو تكون الأداة التي يمكنها أن تهمش النصوص أو تكون بديلا عنها على الصعيد الثقافي العمومي..

ثقافة الصورة هى لون من ألوان ثقافة الشذرات والاختزال والاحلال والابدال المستحدثة أو قد تكون وسيلة تشويه وخداع في بعض الأحيان اذا اسيء استعمالها ورافقتها الحيل البصرية وبعض المدخلات والتقنيات الحديثة التي قد تكيف الصورة وتقولبها وتشوه الحقائق وتتلاعب بالعقول..  

قد تتطلب الحداثة في بعض لحظاتها وتجلياتها اعتماد ثقافة الصورة كأداة اجرائية في إيصال بعض الرسائل والمفاهيم إلى المتلقي ولكنها لايجب على كل حال أن تكون بديلا عن الثقافة الكلية بمفهومها العريض وتراكيبها ومضامينها المؤسسة والمكونة التي ترسخ في العقل!!