( 1 )
ما الذي يفتح أبواب السؤال!
ما الذي يوقظ أحلام الطفولهْ!!
هل هي الأبواب -يا ليلي-وأقفال
الحديدْ
أم هو الحصن العتيد
أم هي الروح العجولهْ؟!!
(2)
يا صفيهْ
يا ابنة الأحلام كالعرفج
تنمو عند أعتاب صبانا
ما الذي يفتح أبوابًا على
النخل وأسراب الطيور
والصغيرات يعمّرن من الرمل
بيوتا كالقصور
يا صغيره
لم لا تغريك ألعاب الصغار!!!
إنما كنت غزالهْ
تعشق الأفق، وترثي النور
إن ولّى النهار
كلما تحلم أن الكون ماءٌ
وثمار
صاحت الأبواقُ تدعو للدمار
عندها تسأل من خوفٍ ومن حزنٍ
أباها:
هل يعيش المرء يعلوه جدار؟
وتحس البدر يخطو في الفضاء
غامضا كالحلم، حلواً كالقصيدهْ.
(3)
يا ربُّ أحنّ لشيءٍ ما
يشعلُ قلبي كالقنديلْ
ويَهبُّ عليَّ صبا صبحٍ لا
أحياه
فيحرك في بالي غاباتِ نخيلْ
ويعلّقُ ما بين الأفقين بيارقَ
وٌقناديلْ
ويحرك أحزانًا لا أعرفها
ومخاوفَ لا أفهمها
يذهب،
لا يترك إلا شيئًا يلمع كالجوهرة
أو السكينْ.
(4)
القمرُ الوردهْ
القمر البلورْ
القمرُ الحلمُ المدهش،
يخرج من بيتٍ في يثربَ
يصعد نحو الأفقِ،
ويرسم في الظلماء بيارق نورْ
وجموعًا تزحف وصلاهْ
يكتب بعض الأسرار ويرسم بعض
الدهشة،
ثم من الشباك يجيء ويدخل
في حجري
فأضم حبيبي
لا أسأله كيف اجتزتَ السورْ
أبكي خوف الحراسِ،
أشق القلب وأزرعه فيهْ
فيحطم في قلبي أسوارَ الحصنِ،
وسيفَ الجلاد المخمورْ
(5)
هكذا يا كنانهْ
يصبح بوح القلوب عن الحلم
جرمًا
ويدعى خيانهْ!!
(6)
عيني تبكيكْ
قلبي يبكيكْ
نفسي تبكيكْ
أبكيك وأبكي نفسي ويهودْ
ما الحرب أبي!
ما السلم أبي!
ما العدل وما الظلم،
وكيف بدأتَ الحربَ فأنهتك
ألست حليف إله الجنود!
أبكيك أبي
(7)
لقد انفطر القلب يا والدي
بين حزني عليك،
ولحظةِ نورٍ هنا في الجوارْ
(8)
لا أعرفُهُ،
لكنّي كنت أحسّ به في كل
مكانْ
منتشراً كالنخلِ،
رقيقاً كالبشرى،
بسمته كالصبحِ،
يضم الأرض فيغشاها ألقٌ وأمانْ.
(9)
ويحَ قلبيَ من زحمة الجندِ
والجبنِ والحقدِ،
في وجه ضوء النهارْ
(10)
لا أعرفهُ،
لكني أعرف نفسي ورجالَ الحصنِ،
وخاتمةَ الأشياءْ
(11)
مملكة الموتْ
أرحَبُ من مملكة الصمتْ
والحدّ الفاصلُ بينهما
سيفٌ أو صوتْ.
- - - - - - - -
• هي أم المؤمنين صفية بنت
حيي بن أخطب رضي الله عنها، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر، رأت في
منامها أن قمرًا يخرج من (يثرب) ويسقط في حجرها، ولما قصّت ذلك على زوجها كنانة بن
أبي الحقيق لطمها فشج وجهها.
إرسال تعليق