القاص خليل عودة يكتب عن الشيخ والبحر لآرنست همنغوي

الشيخ والبحر لآرنست همنغوي نص روائي حصل من خلاله على جائزة نوبل ،

ستحتاج إلى وقت للعبور إليه ليدهشك، بل ستعتقد آن ذائقة ما انحرفت لتمنح المؤلف الجا  باسم هذا النص، ذلك إن نصه الأكثر دهشة وداعا أيها السلاح يفرض وقته وروحه لتخرج منه

لكن هذا النص لا يريدك أن تتمثله، وهو يحرص أن لا يمنحك روحه ،وهو يستبطئك على نحو حركة الشيخ وركود الخليج الماثل أمامه ولا يتعجل، فليس هناك ما يدعو للعجلة على الرغم من مرور ثمانين يوما على الشيخ ولم يصطد سمكة واحدة

ستجد أن النص قد اصطادك في سنارة الشيخ التي لم توفق بصيد ،وستجد أن حالة التماثل السكوني ما بين الشيخ والبحر قد أينعت تداعيا دفعته للخروج إلى البحر متحديا، وهو الصياد الخبير، الذي وسمه البحر وحيواناته بأشكال. مختلفة من ندوب بالروح قبل ندوب الجسد

يخرج بروحه وعجزه وشيخوخته وضعفه ليقف أمام ،تقلبات روح مارد شرير مخادع وقاتل

هذا التحدي الأسطوري الذي احتفى به العقل الغربي في تعامله مع قوى الطبيعة والقوى الخارقة

هي الحكاية نفسها منذ فجر تاريخ الإنسان الغربي الذي لا يعترف إلا بإرادته التي تحقق قدره

لكنه عندما يعود خالي الوفاض إلا من هيكل عظمي لسمكة هائلة يؤكد على حقيقة مفادها أن المواجهة لم تكن متكافئة، وهو لا مناص بحاجة إلى إرادة عليا تتوافق إرادتها مع إرادته لكي يكون على هذه الأرض

إنها حكاية غزة وبحر الأعداء من حولها

غزة التي تراكم خبرتها، وتتقدم بهدوء وثبات نحو فلسطينها ، تعلم أن يد الله فوق كل يد