ملتقى طيف للآداب والفنون يقيم
أمسية تطفح بالجمال وتنير فضاءات الدهشة
أقام ملتقى طيف للآداب والفنون أمسية شعرية مساء الأربعاء الماضي في بلدة الطرة بالتعاون مع مديرية ثقافة اربد ضمن أمسيات مهرجان الحصاد التاسع للثقافة والفنون.
بدأت
الأمسية التي حضرها حشد غفير من الشعراء والمهتمين من مختلف محافظات المملكة وأدار دفتها الشاعر محمد تركي
حجازي، بكلمة مدير ثقافة محافظة اربد الشاعر عاقل الخوالدة، والتي رحب خلالها بالحضور
مبينا أهمية التعاون بين المؤسسة الثقافية الرسمية والمؤسسات الثقافية التطوعية
للارتقاء بالمشهد الثقافي وإيصال الرسالة الثقافية لأكبر عدد من المتابعين
الشاعرة الخطيب: يا فارع الطُّهرِ أخشى أن ترين على
نقائه سُخْمَةٌ والأرضُ تجحدُهُ
القراءات
الشعرية التي فاض مع متونها حنين النغم، واستلهمت صورها اصطخاب الحنين، واستدعت
الأيل، استهلتها الشاعرة د. نبيلة الخطيب والتي قدمها مدير الأمسية قائلا: إنها
تمثل صوتا شعريا مميزا ومهما في المشهد الشعري العربي المعاصر متوجة مسيرتها
بالعديد من الجوائز الهامة، ومن أبرزها جائزة البابطين لأفضل قصيدة عام 2001
بدأت
الشاعرة قراءاتها التي تفاعل معها الحضور تصفيقا واحتفاء مجموعة من الومضات من
ديوان "ومض الخاطر"، منها: قبلة الياسمين، تفرّد، خيانة، شتات، تمر،
بعوضة، واقعية، قسمة.. تقول في قصيدة: " قبلة الياسمين":
زكياً..
كما الياسمين
طرياً..
كخبز الذين يظلون
حتى ارتفاع الضحى
نائمين
طهوراً كزمزم
ندياً كآخر تشرين
هُرعتُ إليه
لأحظى ببعضي لديه
فأدركتهُ قبل بوح الصباح
وقد هدأت في خافقيه الرياح
وأغرق روحي اصطخابُ الحنين
وأحسبني حين قبّلتهُ
نسيتُ فمي فوق ذاك الجبين.
إلى ذلك ألقت الشاعرة الخطيب قصيدة تُقرأ لأول مرة وهي "تحنو عليه إناث الغيم" ومنها:
أَشتاقُ ظلّكَ أيلاً آلَ مِنْ
ظمأٍ
إلى السّرابِ وخَطُّ الموتِ موردُه
أستوهبُ الوُرْقَ مِنْ ترجيعها نَغَماً
وحين يُلجِمُني صمتي أُغَرِّدُه
لفارغِ الصّبرِ قلبٌ مثلُ أُثفيَةٍ؛
يعانقُ النار لكنْ لا تُرَمِّدُهُ
يا فارع الطُّهرِ أخشى أن ترين على
نقائه سُخْمَةٌ والأرضُ تجحدُهُ
رَفَّلْتَ مَعنايَ، والأفواهُ تُدْغِمُني
كثُلْمة في بناء الشِّعرِ تُفسِدُهُ
الشاعرة بسيسو: لا توقظِ الأزهارَ حينَ تزورُها
كم أيْقَظَتْ بِعَبيرِها أعذاقا
ومن جهتها استحضرن الشاعرة رنا بسيسو، في قراءاتها
ليل العيون التي ترتوي بغنائها، والكحل المقاتل ، حيث وفّرت في متون قصائدها
مناخاً للتأمل، وبدأت قراءتها بمقطوعة موجهة للجمهور قالت فيها:
عمّانُ تشتاقُ الشّمالَ وشمّهُ
وتخضّبُ الكفينِ تُحسِن ضمَّهُ
والدفءُ في وجناتِهِ يُهدي لها
ذهب الأقاحي عاشقا قد لمه
وقرأت بعض المقاطع من ديوانها
"مثنويات"، تبعتها بقراءة عدد من قصائدها، تقول في إحدى قصائدها:
يكفيك انك في المنام
يكفيكَ أنكَ في المنامِ تزورُها
لاذَ المنامُ بسرِّهِ مُشتاقا
لا توقظِ الأزهارَ حينَ تزورُها
كم أيْقَظَتْ بِعَبيرِها أعذاقا
صلّيْتَ كم صَلّيْتَ في مِحْرابِها
حتى يحلَّ غيابُها إشراقا
أسريْتَ كم أسريْتَ من ملكوتِها
ليلِ العيونِ تجوبُهُ توّاقا
رتّلْتَ عشقاً في الغيابِ أثيرُهُ
حرفٌ يزيدُ بذكرِها إخفاقا
ترضى ولا ترضى لعَمرُكَ دونَها
رجوى، ولا نجوى تودُّ شِقاقا
إلى ذلك قرأت الشاعرة بسيسو " لست شاعرة"،
تقول في القصيدة التي نالت إعجاب الحضور ومطالبتهم بإعادتها:
لا لستُ شاعرةً أنا لكنَّ حَرْ
فِيَ فاتنٌ و يفوحُ بالْحِنّـــــــاءِ
تَهْواهُ رغمَ أنافِكَ الكَهْلَىْ بَلَىْ
بِشَذاهُ تَحْيا مُنْيةً بِلِقاءِ
إنْ مرَّ حَرْفِي بالكُهولةِ للهَوَى
عادَ الصِّبا مُتَبَهْرِجاً بثراءِ
أوْ مرَّ حرْفِيَ قَيْسُ ليْلَى لاكْتَوَتْ
لَيلَى بِنارٍ أَوقِدَتْ بدمائي
أوْ مرَّ في بَيْداءِ مَعْنىً قاحِلِ
لغدا سَرابُهُ سلْسَبيلَ زَهاءِ
و لِحَرفيَ الكُحْلُ المقاتِلُ إنْ سَبا
لاخْتالَ مُنْتَصِراً بِدونِ عناءِ
و لِحَرْفيَ الخَمْرُ المُعَتَّقُ إنْ شَدَا
ثملتْ جُموعُ الشّعْرِ والشُّعَراءِ
أدَخيلةٌ و أنا من البحْرِ الطَّروبِ
و كلُّ عَيْنٍ تَرْتَوِي بِغِنائي
أدخيلةٌ وأنا من الملكاتِ نحلٌ
شهدُ حرفي لا يشي بشفاءِ
يا غيمة الحرف المقطر أنشدي
كم يشتهي شدو البلابل رائي
ارْشُفْ مِنَ الشعْرِ النَّدَى ما شِئْتَ لا مَنْ
يَرْتوي مِنْ رَشْفَةِ السَّمْراءِ
الشاعر الخوالدة: دار الأحبة ما ضاقوا بنازلهم
إن أعسر الوقت كانوا فيه أجوادا
بعدها
أمتع الشاعر عاقل الخوالدة الجمهور بقصائده الممزوجة بالنفس الصوفي والرؤى
التأملية ، ومن قراءاته:
عشية جاءت الأنباء من أطراف بلدتنا
يقول البائع الجوال إن الماء غسلها وغلفها
تساوى في شوارعها
خريفي تمنى أن يمر اليوم تلو اليوم
ربيعي تمنى نشرة الأخبار أن تأتي وتفرحنا
يناشد ما تبقى من جذور القمح
أن تصحو لتفرحنا
كما قرأ الخوالدة قصيدة عن حوران، يقول فيها:
دار الأحبة ما ضاقوا بنازلهم
إن أعسر الوقت كانوا فيه أجوادا
يا حلوة الثغر هل في التل بعض ندى
يحي اليباس ويشفي جرح من عادا
هذي الجميلة يزدان الزمان بها
هذا الثرى لم يزل يا صاح ولّادا
ومن جهته اختتم الشاعر محمد تركي حجازي، صاحب
البناء الشعري المترف بالجمال الأمسية بقصيدتين من قصائده.
بعدها قام مدير ثقافة اربد بتكريم الشعراء
المشاركين تلاه تكريم رئيس ملتقى طيف مدير ثقافة إربد الخوالدة.
إرسال تعليق