-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
جديد الموقع
جاري التحميل ...
جديد الموقع

وظيفية العربية / ذهنية مرنة وعجيبة / الكاتب: خليل عودة

 

وظيفية العربية

الكاتب: خليل عودة

اللغة العربية تمتلك آليات ذهنية مرنة وعجيبة وتتقبل وجهات النظر المختلفة حتى الشاذ منها، وهذا يعزز قبول الآخر والتعامل معه بحياد وذهنية مفتوحة ، فقد كانت اللهجات العربية أو قل اللغات تتحاور فيما بينها ولا ترى فيها معرة أو عيبا، فإذا أدركنا أن اللغة وعاء الإنسان وبيئته الأولى ،؛ يتحدث ،ويتواصل ،ويفكر بها سندرك تماما مدى تأثره وتأثيرها عليه دارسو النحو واللغة يعرفون هذه الحقيقة ،حيث تجاورت اللهجات العربية قبل مرحلة التقعيد وقبل الجمع والترجيح الذي لا علاقة للعربي الفصيح به ،بل الأمر يرجع الى النحوي والمستنبط الذي استخرج آليات اللغة ومنطقها من بنيانها سيقول قائل ما فائدة قبول لغة الآخر ثم غزوه وقتله والحصول على ممتلكاته ،

وماذا يبقى من ادعاء تأثير اللغة وتأثره بها في الحقيقة التاريخية أن العرب أقاموا حضارة في اليمن كانت نموذجا لحضارة قبول الآخر حيث ارتقت امرأة إلى الملك في دولة سبأ ،وكذلك زنوبيا شمالا في بلاد الشام 

 أما ما حدث بعد عملية التصحر على أرض الجزيرة العربية فهو الذي أحدث هذا النمط من الحياة حفظا للبقاء ، وقد شاهدنا في القرن الواحد والعشرين مع اجتياح وباء كورونا انهيار القشرة الخارجية من حضارة الغرب التي لم تقو على نازع حب البقاء المقوم الأساس لوجود العربي هو اللغة وهذا يحتاج إلى تفصيل موجزه( العربية اللسانبمعنى أن نزع اللغة العربية من ناطقها ستفقده هويته وتاريخه وعقيدته وثقافته ، ليصبح شخصية هلامية لا معنى لها ولا قوام وهذا ما أدركه العقل الاستشراقي والمستعمر وتبعه جهلا أو قصدا حداثيو العرب اللغة العربية تراثنا وتاريخنا وعقيدتنا وهويتنا ،


 فهم طريقة الضبط اللغوي عند العربي في مرحلة ما قبل الفتوحات فيما عرف بالاستشهاد بالنص

ومن أراد إحياء لهذه الأمة فعليه أولا أحياء اللغة وإعادتها إلى الصدارة قبل الدين والتاريخ والجغرافيا فهي كفيلة بما تحتويه أن تعيد ترتيب ذهنيتنا الممزقة المشتتة بآليات اللغة نفسها ،حيث أنها ستضبط شكل وإيقاع ومضمون تفكيرنا وتنزله على الواقع نماذج حركة وسلوك وواقع، 

وهذا ما حدث لدى علماء النحو واللغة عندما نشطوا إلى فهم طريقة الضبط اللغوي عند العربي في مرحلة ما قبل الفتوحات فيما عرف بالاستشهاد بالنص وقبوله حكما وفيصلا وذلك بعد تمحيص وفرز وعدم تضارب حقا لدينا مشكلة بخصوص عمر اللغة العربية ، حيث أنها تختلف عن كل اللغات من حيث البعث والموت فهي حية منذ آلاف السنين ،وبحياتها هذه أصبحت مثل السيل تحمل الغث والسمين ، وهذا بذاته لا يعيبها بقدر ما يعيب أهلها لذلك ستحتاج اللغة العربية إلى فصل غثها عن سمينها وطرح الفضلات والفائض والمتشاكل والمتعارض في كل ما تحمل من ،: لغة وفقه وتاريخ

 

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016