نظمت رابطة الكتاب الأردنيين/فرع عجلون أول من أمس في قاعة بلدية كفرنجة الجديدة ندوة حول مدينة القدس بالتعاون مع مديرية ثقافة عجلون تضمنت محاور متنوعة، وشارك فيها نخبة من الباحثين المتخصصين.
الدكتور سلطان الزغول رئيس فرع الرابطة في عجلون أوضح أن هذا النشاط يأتي في إطار أهمية القدس ومحوريتها عبر التاريخ العربي والإسلامي، ومكانتها في قلوب الأردنيين خاصة والعرب عامة، وفي سياق مواجهة ما يخطط لهذه المدينة المقدسة من مؤامرات صهيونية لتهويدها ونزع عروبتها. وأشار إلى أن “اختيار كفرنجة، هذه البقعة العزيزة من وطننا، مكانا لإقامة هذا النشاط، له رمزيته، فهي تطل على غور الأردن، في نقطة جغرافية قريبة من المدينة المقدسة”.
من جهته أكد مدير ثقافة عجلون سامر فريحات اهتمام وزارة الثقافة وعنايتها بكل ما يخص هذه المدينة التي تحظى مقدساتها بالرعاية الهاشمية، خاصة وهي تتعرض كل يوم للانتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أهمية التعاون مع الهيئات النشطة في المحافظة، كفرع رابطة الكتاب في عجلون، للارتقاء بالعمل الثقافي، شاكرا بلدية كفرنجة على تعاونها مع المديرية والهيئات الثقافية في هذا المجال.
محاولات الصهاينة نزع الطابع العربي عن المدينة منذ الاحتلال البريطاني
الدكتور يوسف ربابعة أستاذ اللغة العربية في جامعة فيلادلفيا الذي أدار الندوة أكد أن مكانة القدس المميزة في قلوب الأردنيين تنبع من عراقتها وقيمتها الحضارية والدينية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وأن مؤامرات تهويدها ونزع عروبتها كافة لا يمكن أن تزيدنا إلا تمسكا بها وإصرارا على تحريرها لتبقى درة المدن العربية.
الورقة الأولى في الندوة جاءت بعنوان “السبيل إلى القدس” وقدمها الدكتور غازي ربابعة الذي كان أحد أفراد الجيش العربي الأردني، ممن قاتل دفاعا عن القدس، وقد ركز فيها على الاستفادة من عبر التاريخ وصولا إلى تحرير القدس من رجس الاحتلال.
واستعرض مواقف معبرة من التاريخ الإسلامي ابتداء من معركة اليرموك التي فتحت الباب لتحرير المدينة من الاحتلال الروماني، وصولا إلى تحرير صلاح الدين للمدينة عبر التركيز على دعامتين هما العلم والقوة. وهما السبيل إلى تحريرها من الاحتلال في هذا العصر.
الدكتور حسن عليان أستاذ الأدب الحديث في جامعة فيلادلفيا سابقا قدم ورقة عنوانها “القدس في الرواية العربية”. وقد ركز على تفنيد الأساطير المتعلقة بالحق اليهودي في فلسطين والقدس، والتي تنفيها الوقائع الأثرية والأنثروبولوجية، مشيرا إلى قلة عدد الروايات العربية التي كانت القدس محورا لها. وأن هذا أمر مؤسف لأنه يقع على عاتق الأدباء مهمة جسيمة في مواجهة الأطماع الصهيونية بالوسائل الثقافية التي يمتلكون أدواتها.
من جهته قدم الدكتور ماجد الزبيدي، الأستاذ في جامعة الزرقاء الأهلية، ورقة بعنوان “الوضع القانوني الدولي لمدينة القدس” تناول فيها قرارات الأمم المتحدة منذ أربعينيات القرن العشرين المتعلقة بمدينة القدس، والمؤامرات الصهيونية ووسائل الخداع التي اتبعت لتفريغ هذه القرارات من أهميتها، ومحاولة الالتفاف عليها. واستعرض بتدرج كيف استطاعت إسرائيل عبر اللوبي الصهيوني في بريطانيا وأميركا السيطرة على المدينة المقدسة، وتنفيذ مخططات تهويدها، مؤكدا أن توحد العرب ومقاومتهم المستمرة بكل الوسائل المتاحة هو السبيل إلى إفشال هذه المخططات.
الباحث محمد محفوظ جابر، المهتم بكل ما يتعلق بمدينة القدس والعارف بتفاصيلها خاصة أنه ولد فيها، قدم ورقة بعنوان “تهويد القدس ونزع عروبتها” استعرض فيها محاولات الصهاينة نزع الطابع العربي عن المدينة منذ الاحتلال البريطاني، الأمر الذي تفاقم بعد احتلالها عام 1967. وأكد جابر أن مقاومة أهل القدس مستمرة وصمود المقدسيين لا بد له من روافع ودعم من أشقائهم العرب حتى يستمر وصولا لتغيير الواقع المأساوي.
وقدم الباحث علي العبدي في نهاية الندوة ورقة بعنوان “كيف ندعم أهل القدس” ركز فيها على الصعوبات التي يتعرض لها المقدسيون والتضييق عليهم من جهة، والإغراءات المادية التي يقدمها الاحتلال من جهة أخرى لتهجيرهم من مدينتهم، مشيرا إلى تعدد وسائل الدعم الضرورية لهم ماديا وإعلاميا وثقافيا وسياسيا، وأن إخوانهم العرب عليهم واجب مقدس في دعم هذا الصمود واستمراره.
إرسال تعليق