تضاريس مختلفة / محمد الخطيب
(1)
احملني
فوقَ الموجِ
ودعني أبحرُ من حيثُ أتيتُ
فموعدنا الليلةَ ميلادٌ
والصبحُ نهارٌ
أو وقتُ
وأنا أعرفُ صمتَ الحرفِ
... بكل
الطرقات
***
(2)
اعترفُ الآن علانيةً
أني أوقفتُ ظلالَ الصوتِ
ولم أصمتْ
وتركتُ الأيامَ
تمرُ بذاكرةٍ لا تعرفني
إن شئتْ الآنَ فدعني
...
أبحثُ عن خطواتٍ تحملني
فأنا ما زلتُ أراهنُ
أني استرقُ السمعَ
لذاكَ الصمتِ
لذلكَّ أخرجتُ الورقةَ من جيبي
ومضيتُ أفتشُ فيها عن عنوانٍ يعرفني
وحينَ أتيتُ إلى الخطواتِ ...
أسرفتُ قليلاً في السيرِ على الطرقات
وسبقتُ حروفي
ثم أقمتُ الظلَّ الخافتَ حولي
كي أعرجَ نحو الظلِّ
وأسكنَ وحدي ...
***
(3)
أغيرُ أنفاسي نظرةَ عينٍ
والقنديلُ يسابقني
ثم يعودُ ليسألني ...
عن عينٍ تبحرُ في العَبَرات
وأنا يا صاحِ على مهلٍ أسترقُ السمعَ وصمتي
...
يرتاحُ بلا آهاتْ
ثم أقيمُ لذاكرتي بيت السرِّ
لأنَّ السرَّ الآتي من زيت القنديلِ، ضحًى،
أعلنَ أنَّ الوقتَ يضجُّ على صحفٍ
ويراود ذاتَ الوقتِ ...
ويمضي حيث الآهِ لها طعمٌ ...
مختلفُ الغاياتْ
***
(4)
فلماذا
أعلنتَ الآنَ
لوحدك أن تنقلَ هذا السرَّ
إلى
باب الكلمات
وأنا ما زلتُ بلا حدٍ أتخطى حرفَ الوقفِ
على لغة الشعراء
وبأني يا صاحب صمتي
أمضي نحو الأغنية الحبلى
مذّْ كنتُ طليقاً في ذاكرة الحجرات
(5)
أبعثرُ أشيائي في ضحكةِ شفةٍ حيرى
أرسمُ في أفق الوقتِ غدي
أكتبُ حرفاً في ذاكرتي
وأسابقُ في الحلمِ ظلالِ الليل
ثم أعيدُ الحرفَ المنسي بذاكرتي
أنسُجُ بيتاً من شعرٍ
فالشعرِ الآن يتابع وحي الهمسات
(6)
أسرجُ
قنديلي في ظلِّ خطاي
وأقولُ لهُ: سأحرِّكُ مفردتي
وظلال الكلمات
فالشعرُ
عقاب ...
والشعرُ ملامح هذي الذاتْ
(7)
وأنا مفردةٌ في الشعر ولا يُعْرَفُ أني
بايعتُ سواي
ولم أحملْ فوق الكتفِ ظلالَ الماضي
فالماضي أصبح حنجرةَ الناياتْ
ماذا في حرفك هذا
هل أوقف بالتاريخ الذاكرة الحيرى؟
ولماذا أنت تسابقني
هل بعد الركضِ سباقٌ يتجلى في الظلمات؟
مذ كنا في المهد نعاين بعض الحرف
وننسى أنا في ضحكة عمر نستصلح هذي الذكرى
أو نتصالح مع كلِّ مجاز في الحارات
(8)
ومضيتُ أعيرُ الساعة ضحكةَ وقتٍ
كي أعبر تاريخ الصمتِ
وأمضي مصحوباً مع سرِّ الفجر
وفي أكنافِ الخيط الأبيض تمضي الأرواح
فاحملني فوق التل
ودعني أرقبُ ضوء الشمس بإيقاع الأوقات
ثم أقيم الخيمة في ذاكرتي
حتى نتخطى سرَّ الوقت
ونفترش الساحات
(9)
الشعر لهُ سرُّ المعنى
وله في ذات الوقتِ جبالٌ في الأرض رواسي
ولهُ أركان وحساباتْ
والشعرُ ملاذ المعنى يأخذني نحو الضوء
... يداعبُ
قمراً يتجلى
تتبعهُ الآلاف الخطوات
إرسال تعليق