وأذكرُها..
وأذكرهم
أَرَقُّ مِنَ النَّسيمِ
هَوىً
وأَجْوَدُ مِن فُراتٍ
ناسُها دَفَقَا
وَمُذْ جاءوا مِنَ
التَّاريخِ
وافْتَتَحوا نُذُورَ
العِشْقِ
شَاطَرَهُم أَرِيجَ
الأُمْنِياتِ
وزادهم عَبَقَا
كأنِّي منذُ أنْ
غادَرْتُ أرضَكِ
لم أزَلْ بحنينِ روحي
للنَّدى أَشْدُو
وعَذْبُ مياهها
روَّى بيَ الأَلَقَا
كأنِّي لم أَعُدْ بعدُ
بَقِيْتُ على ضِفَافِكِ
يا جميلةُ شارِداً
والقلبُ بينَ سُهوبِ
عِشْقِكِ راحَ يَعْدُو
مثلما ظبيٍ عَدَا
فَرَقَا
وهاجَتْ فِيَّ أشجاني
ولي وطنٌ نَزَفْتُ
هناكَ خلفَ النَّهرِ
حينَ البحرُ شَرَّدَ
مَوْجَهُ نَزَقَا
ولي وطنٌ
بكى.. وبكيتُ
غامَتْ في عُيونِي
وَرْدَةُ الذِّكرى
تَصَبَّبَ نخلُها
عَرَقَا
وكنتُ أُخَبِّئُ
الأحزانَ في رأسي
وأَحمِلُهُ إلى المنفى
لِأَشرَبَ حَسرتِي
كأساً على كأسي
تقولُ
ألَا هُنا كَفْكِفْ
لُهَاثَكَ
لا تَذُبْ أَرَقَا
فما بيني وبينك إنما
وَجَعٌ ومُحتَرَقٌ
وفوقَ جحيمِنا
النِّيرانُ تَنْجَلِدُ
وفي لُجَّاتِنا بَحرُ
الأسى غَرِقَا
أقولُ لها
لَعَلِّي ساعةً أنسَى
أَسَايَ
وما بِأَحْدَاقِي مِنَ
الدَّمعِ الذي
قلبي بهِ شَرِقَا
أقولُ وَنَشْوَتِي
بالحَرْفِ تَتَّقِدُ
بِقافِيَةٍ يَرِقُّ
الماءُ في شَلَّالِها
وَيَمُوْجُ مُؤْتَلِقَا
طافَ الغِوَى
وَتَعَلَّلَتْ بالشعرِ
في حِضْنِ الرُّبَا نفسي
أقولُ لِـ "رقَّةِ
" القلبِ التي
طابَ الهوى فيها
لِتَسْلَمْ لِي عيونُكِ
يا جميلةُ
كَمْ أَنِسْتُ بنورها
فَمَحَتْ دُجَى
عَينَيَّ
وابتَسَمَ المَدَى
لِيَدَيَّ
واجْتَزْتُ الفَضَا أُفُقَا
_______
* شاعر أردني
جميل
ردحذف