صدرت حديثا عن دار المصير رواية
"ماندالا" للكاتب مخلد بركات، بطبعة جديدة، مترجمة إلى اللغة
الانجليزية، عكف على ترجمتها الكاتب والمترجم حرب شاهين.
و"ماندالا" رواية تنحى منحى عربيا،
بإسقاطات متنوعة على الواقع العربي المتشظي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، متخذة
ثيمات عديدة معراجا لسردها الذي يتخذ أشكالا متنوعة من التداعي الحر والفلاش باك
والمونولوجات الخارجية والداخلية، والتقطيع السينمائي( المونتاج).
والثيمات الرئيسة هي: " الحرب الأهلية في
لبنان 78، الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، سقوط بغداد وتداعياته ، حزب البعث، الحركة
الوطنية والحزب الشيوعي الأردني، المنظمات الإرهابية( داعش، النصرة..) الاعتقال
والزنازين، ومذكرات السجون..".
في الرواية العديد من الشخوص من (المغرب، العراق،
سوريا، لبنان، الأردن، تركيا..) وبطل الرواية الرئيس السارد هو الدكتور صلاح
العواد، بدوي من الصحراء الأردنية يحمل شهادة الدكتوراة في علم النفس، وهو شخص ميت
داخل الرواية، ويدور سرد الأحداث والتداعيات في بؤرة مركزية" معتقل
صحراوي" غير محدد الهوية المكانية.
وتجري أحداث الرواية في خطين متوازيين، خط
الواقعية وخط الفنتازيا والخرافة في سبع غرف مليئة بالأسرار والرموز والتفاصيل
الغريبة، لتفسير مجمل الأحداث ضمن الخط الواقعي، ومن هنا يحدث التداخل بين الواقع
والفنتازيا في محيط الرواية( العالم العربي) وأحداثه ماضيا وحاضرا.
في الرواية العديد من الأفكار الوجودية والفلسفات
المتنوعة حول أشواق الإنسان، وقيم النضال، وانكسارات الحلم العربي والعديد من
المفاجآت، في سياق لغوي شاعري، حيث تدين الرواية بالمجمل الى الواقع العربي
السياسي( الحزبي) والاجتماعي، وتطرح البدائل.
والماندالا هي من الرموز والمعتقدات الأسطورية
القديمة، تفسر غموض الكون، وتتخذ شكل الدائرة، أو النجمة السداسية، وتم استعارتها
في الرواية لاستشعار تفاصيلها ودلالاتها المختلفة وبخاصة السياسية منها في الواقع
المعاصر، وهي مثلثان متداخلان يرمزان إلى الخير والشر" مثلث الماندالا".
وصدر للكاتب مخلد بركات عضو الهيئة الإدارية/
رابطة الكتاب الأردنيين، في القصة، رجل في الظل، النافذة الحدباء، حوافر مسافرة،
رباعيات الفردوس، ونبوءة الملح، وفي الرواية: الحرذون، بندورة الحية، وفي أدبيات
المكان: خشم العقاب، أمواج البدايات، سلالم الغيم.
وبركات هو معد برامج وكاتب دراما وأفلام وثائقية،
ومن أعماله: فيلم ( بلبل الكمان)، وبرامج حكاية أغنية هوية وطن، وصروح شامخة،
ومشوار،تم بثها عبر شاشة التلفزيون الأردني.
وللكاتب ايضا فيلم المرابطون/ القدس، والرائي
لأحزان النايات، وجلعاد يصعد الجبل، سيرة الشاعر الأردني أمجد ناصر المقيم في
لندن، وفيلم العبقرية البليغة، سيرة الفنان الأردني الراحل ياسر المصري،وحازت
العديد من هذه الأعمال على جوائز ذهبية عربيا.
والكاتب والمترجم حرب محمد شاهين، عضو في رابطة الكتاب الاردنيين ورئيس قسم الترجمة فيها، وله الكثير من المحاضرات والمقالات في الصحف العربية والاجنبية، ترجم العديد من الأعمال لشكسبير.
--(بترا)
إرسال تعليق