لم يعد أحد يسأل لماذا خلق الله إبليس،،،؟ أو في صيغته
العلمانية لماذا كل هذه الشرور تجتاح الإنسانية لتختص بالفقراء والضعفاء دون
الأثرياء والأقوياء،،،! وأين العدالة في كل هذا،،،؟ وهل خلقنا الله تعالى
ليعذبنا في هذا الاستخلاف الأرضي ما بين قضائه وقدره ،،،؟ هل عاشت البشرية يوما
واحدا بدون أوبئة وكوارث وحروب منذ فجر وجودها على الأرض والى هذه اللحظة، ،،،؟
وهل حقا نحن إزاء آلهة ساخرة عابثة أرادت الاستمتاع بعبثها فخلقت الإنسان كشكل من
أشكال اللهو والتسلية والعبث، وهل أدرك الإنسان هذه الحقيقة مبكرا كما يورد
التوراة بان الله قد حسد الإنسان على حسن تصرفه في الأرض فقال تعال نبلبل عليه
لغته فصارت الناس شعوبا وقبائل غير متعارفة بل تجنح إلى التصادم بمعنى أن العقل
البشري هيمنت عليه فكرة عدوانية وعبث هذا الإله مبكرا فلم يبادله إلا العدوانية
والحذر والخوف وهو بانتظار التخلص منه لحظة رشده وإقامة عالمه بدونه ، لكنه وبعد
أن تخلص من فكرة الإله المطبق عليه بقضائه وقدره خاب أمله من التخلص من الحروب
والأوبئة والظلم.
الأسوأ
من هذا أن الإنسان وقع ضحية أفكاره التي اعتقد أن نجاته بها فالكل (العالم والجاهل
) السوقي وسدنة نار العلم ينتظمون لعقل واحد تمت برمجته ليكون ضمن نظام الآلهة
الجديدة التي استحدثها الإنسان بديلا عن إلهه القديم الكل موظف عند الآلة لتطبع
وتنشر وتكدس المعرفة والنظريات والعلوم التي ستصبح فيما بعد آلات ميكانيكية من
الثروة والمال والقوة والتي ستمنح موظفيها جائزة هنا ومبلغا من المال والأضواء ،
وسوف ينسى الجميع أهداف ثورتهم على الله التي عمدها التوراة المحرف مبكرا عندما
وجه البشرية إلى أن هذا الإله عابث وساخط، تلاها هذا الكم الهائل من النصوص
الأدبية التي تنتقص من حق اله عابث، تلك النصوص التي أسقطت ما بوعيها من فجيعة
وبما تحمله في لا وعيها من خوف وتمرد ،غير أنها (وهذه مشكلة الإنسان الأساسية) انه
ينسى فيتوجه إلى ملكوت الاهه الجديد بكل ما يملك من تبجيل وتعظيم وينسى انه ما
كانت ثورته على الله إلا ليقيم عالمه الأكثر عدالة.
لكن هذا الاستشراء وهذا التفرد بالبشرية من قبل رأس المال الإله
المطاع أخرج البشرية من سكة بشريتها وفطرتها إلى فطرة أخرى هي فطرة نهم الآلة التي
لا تعرف التعب ولا تقدر الخوف ولا ترقب حلم مستقبل ولا تفهم الحب ولا يعني لها
شيئا لو احترقت واحترق العالم.
أردنا الكرة الأرضية قرية نرقب حاراتها وتفاصيل شهيق الإنسان وزفيره
ليكون أنموذج الربوت الذي يتم تصحيحه ما بين الفينة والأخرى لصالح حركة الآلة ورأس
المال.
شئنا أو أبينا ستكون الجوائح والحروب والكوارث أيضا بحجم ضغطنا لهذه
القرية ولن تتمكن البشرية من الخلاص من شر ثورتها على الله الواحد الأحد.
لا شك أن عام 2020 عام استثنائي لا مثيل له في تاريخ البشرية منذ أن
استخلف الله تعالى الإنسان على الأرض وبقدر فزع البشرية منه بقدر البشارة التي
يحملها هل أراد الإنسان أن يدير نفسه بفكره ورؤيته الخاصة! لا بأس
ليحسن إدارة نفسه لكي يدير خامات الأرض ،،،!
إن مساحة التناول والإبداع في ظل عبودية الله أوسع وأشمل
من مساحة عبودية الإنسان للآلة والمعرفة المقيدة والموجهة للجوائز والأضواء حيث
تخرجك عبودية الله من عبوديات لا حصر لها من هوى النفس والميل المستتر والخوف من
الآخر أو الإخفاق حيث يكون العمل خالصا لله تعالى بعيدا عن أي مؤثر في هذه المرحلة
من الجاهلية.
حري أن نستعيد الوحدانية المخطوفة التي يتم سترها في كل منحى مادي ومعنوي، دنيوي وأخروي، حيث أصبح الدين طقسا وشكلا، لا يختلف عن طقوس الأعراف والتقاليد
إرسال تعليق