-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية
  • جديد الموقع
  • جاري التحميل ...
  • جديد الموقع
  • إسماعيل أبو البندورة يكتب: أشجان وشطحات!

    إسماعيل أبو البندورة يكتب: أشجان وشطحات! 

    تريد أن تفر من هذه الأشجان ، وتحسب أنك تفر من الزمان والمكان ، تقف أمام البحر والأفق المفتوح وتتالى عليك الخواطر ، تحاصرك لكنك لا تبوح .. وتبقى حبيس الأسئلة الغريبة والخواطر المسترسلة ويحاصرك ذات لحظة سؤالك السرمدي أين المفر ، وقد غدا البحر من أمامك ، وإنسانيتك وتاريخك من وراءك وقدامك .. وتعود لتشعر أن لا ملاذ ولا خلاص وأنك كما قال صاحبي : تعدّ الأيام .. وبئس هذا المقام .

    ما أصعب أن تبهت أمام عقلك الحياة وتصبح بلا ماهية ثابتة وواضحة ! ما أصعب أن تكون سلبيًا وأخرسًا أمام أسئلة الواقع والزمن الواقف البليد ! ما أصعب المرحلة والتاريخ الغائب واجترار الزمن وانجراح الذات والهدر والقهر ! ما أصعب الذلة أمام الواقع المؤسي وتبدد الممكن وانكسار الروح والاستسلام لحاضر لقيط !

    لا تزال كما أنت ، وكما أردت وقدرت واخترت أمام البحر الذي لم يعد فيه أمواج وهياج إذ استسلم البحر ذات غفلة وجزر وانحسار ، وغارت الأسماك ، وهاجرت النوارس ، وأمسى ما بقي من موجات واشتعالات قاعًا صفصفًا لا جذوة فيه ولا حياة ما خلا بعض عشاق نكرات تسكعوا وقد سكنتهم السادية وتشوه الروح وذابوا وتماهوا مع هذا الجحيم الساكن في البحر وبقوا في الفراغ ودياجيرالدكنة التي تلبست السماء وأمسى البحر بلا روح وبلا بحر .

    لماذا تؤثث روحك بهذه الشذرات والأحزان والأشجان ؟ لماذا لا ترى البحر بصوره الملهمة الأخرى ؟ أم أنه كتب عليك كما كتب على الذين من قبلك أن تكون ناعقًا مبشرا بالشر المديد المستطير . ألا يكون هناك من يقول لك ويحك ! عد بنا دائمًا إلى الحياة بحلوها ومرّها واستخرج الفرح الكامن فيها فتلك مهمة للكتابة أجدر وأعمق وأكبر .

    وأقول بأنها أشجان قد تثير الحزن وقد تفرح ولكنها في النهاية تدلّك العقل وتعوده على توليد واستنبات ما فيه من قدرات لمواجهة ما يسر ولا يسر الخاطر .

    وقد يكون في التأويل المتعجل ما يشوش الخاطر .

    _________

    منقول عن صفحة الكاتب في ( الفيس بوك)

    إرسال تعليق

    التعليقات



    جميع الحقوق محفوظة

    العهدة الثقافية

    2016