يُحاصِرُني
والطريقُ ضَيِّقٌ، أنا اقتَرَبتُ مِنَ الحُدودْ.
بين أقدامي صرخةُ الميلادِ
وفي الصَّدرِ وَشْمُ العاشِقينَ
فناجَيتُ مَنْ كانَ مِنْ أُخوتي
أتوَدُّ أنْ تُطَيِّرَ العصافيرَ عكسَ الهبوب
وتَرسُمَ الخطوطَ على جَناحِ الهواءِ؟
لا يضيرُ أنْ يكونَ الرّيحُ مُقبِلاً أو مُدبِراً
فيا سماءُ اجمعيني كالسَّحابِ
وأمطري ناراً على مخدّاتِ الجنودْ
خواطري بَرقٌ على سُفوحِ الاغتِرابِ
بعدَ أنْ سقَطَ الحِجابْ
و رأيتُ الموجَوعينَ يأخذونَ مِنْ ظلامِ الليلِ
قطعةً حتى ينام السرابْ؟
الجريءُ قالْ:
أنا اقتحامُ السّوادِ لِلنّهارِ
أَبحتُ ميراثي لكلِّ العابرينَ
خلعتُ أضراسَ العباءَةِ حتى ينمحي ألمَ الجدودْ
أزَلتُ آثارَ العقالِ ونَدبَةَ الغُتَرِ الكئيبةِ
إذْ تمدَّدتُ على الرِّمالِ بجرأةٍ
لأَقذِفَ الحروفَ
لا شيءَ يُرغِمُني بأنْ أخضَعَ للوَحيِ الذي مَضى
لا شيءَ يُجبِرُني بأنْ أعيشَ تحتَ وَطءِ
الخَيمَةِ
حافِيَاً غداً سأهدِمُ السّدودْ
اضْطَرَرتُ أنْ أكشِفَ الصَّحراءَ عنْ صَمْتِها
لا شيءَ يوقِفُ انهِزامي
والفرارَ مِنْ هِيامِ السَّردِ
سأبيعُ غايَتي
ورايَتي
والسِّتارَ الخَفِيَّ بينَ أبجديّةِ اللغَاتِ
والآياتِ
سأُمزّقُ التاريخَ الذي تواتَرَ عَنْ أبي
آتِياً مِنْ ذاكرةِ المَحاريبِ العَتيقَةِ
وأَنثُرُ في الصّحراءِ بذورَ الانكِسارِ
هكذا قالَ الجريءُ
- مَنْ وَرثَ العَصا عَنْ جَدِّهِ-
فأطلقتُ مِنْ شرايينِ الصّباحِ دَمَ البَلابِلِ
واكتَفَيتُ بأنْ أقاوِمَ وَحدي
أنا الضّعيفُ
ما زِلتُ قوِيّاً
ومَنْ حَولي أَسير القُيودْ
.
إرسال تعليق