أصغر من رغيف جائع/ هشام عودة
بدلّت أسماء النوافذ
حين فرّ النهر
متخذا من الصحراء مأوى
وزرعت شيئا في طريق
الخيل
شيئا يشبه الماضي
ويشبهني
إذا انحدرت مواويل
الرعاة
على سفوح القلب
قلت للآتين من سوق
الخميس
إلى بيادرنا
أريد دمي
أريد النار تخرج من
كتاب الليل
نحو الشارع الخلفي
قال الناي
قالت في هدوء الليل
جارتنا
أراك هنا
أراك هناك
فقلت
وقد تجمّع في يديّ
الماء والحلوى
أنا ابن الليل
أنا ابن مشيئتي
إذ كنت وحدي في الممرات
العتيقة
والبياض يلف أسرار
القصيدة
والنساء
ويلف ما حفظته ذاكرة
البلاد
إذ كنت وحدي
في انتظار ملامحي
قبل المساء
يا مناديل الشتاء
بقيت وحدي
والجنود تكاثروا في غير
موعدهم
فخلعت عني
ما يشير إلى مساء الأمس
قلت لنادل الطرقات
إن الأبيضين
على فرات الروح
يقتسمان أوجاعي
وقلت لها
رويدك
إن أسرار الشتاء تئن
مثل حمامة ثكلى
وأرملة عجوز
الأرض أصغر من رغيف
جائع
وأقل من تشرين
حين تهزه ريح الشمال
والأرض أول ما يقال
إرسال تعليق