الزمن : الساعة الخامسة مساء
المكان : شارع سقف السيل – عمان
الشخوص : هو وهي وهم
الكاتب.....
المخرج : كنترول الباص وآخرون
هو يتابع ركضه اللاهث . هي تنظر لساعة معصم يدها تنظر قدوم باص الجامعة لتعود إلى بيتها قبل أن يضربها أخوها ركلا بحذائه بسبب تسكعها في الجامعة مع رفيقاتها . ثم يستشط غضبا وانفعالا وركلا أكثر ، عندما يجيئه خاطر أنها جلست مع زميل لها في ( بوفيه ) الجامعة ، وشاهدهما أحد من أهل الحارة . فيصر على أن تترك أخته الجامعة وتلتزم بيتها منتظرة قدوم العريس ( تنستر وتنطم بلا جامعة بلا كلام فاظي . البنت آخريتها للمطبخ ولزوجها وأولادها ) ، لكن الأب يرفض رغبة ابنه ويصر على أن تواصل ابنته تعليمها الجامعي .ترتعد البنت من تسارع الدقائق والباص لا يجيء . تتشاغل عن بطء الوقت بالنظر في الفراغ حينا وفي الخارجين من الجامعة حينا آخر ينتظرون قدوم الباص المتجه إلى وسط البلد فتشعر بوخز نظرات تلسعها من الخلف وكأنها سياط تلسع جسدها . تشاغلت عن نظراته وطأطأت عينيها خجلا . شعر برغبة جامحة تجتاحه . ثورة بركان صامت . اقترب منها قليلا . شعرت بخطواته تطأ قلبها ثقلا . ابتعدت كي تحافظ على المسافة بينهما وتشاغلت بالعبث بسلسلة الحقيبة . وقف الباص . تزاحم الركاب على باب الباص . خجلت . ابتعدت . قفز هو من نافذة الباص . جلس في مقعد وحافظ على بقاء المقعد الملاصق لمقعده شاغرا . امتلأت الحافلة بركابها . وقبل أن يحرك السائق الباص سأله الكنترول : لمن المقعد . فأشار هو نحوها دون أن ينطق . ناداها الكنترول بصوته الأجش . مشت بخطوات متثاقلة خجلة وجلست جواره . انطلق سائق الباص مسرعا كي يتمكن من الوصول الى وسط البلد والعودة ثانية ليحمل ركابا من جديد . هو ظل صامتا . هي فتحت دفترا وراحت تقلب صفحاته . هو البركان الصامت وهي المنشغلة عنه بالقراءة . هو الذي تلتهمها نظراته . وعيناها تلتهم ما كتبته في المحاضرة ... الكنترول يعلن عن وصولها وسط البلد كي ينزل الركاب . نزل الركاب . سارت . تبعها . حشود كثيرة . باعدت بينهما . أسرعت في خطوها . أسرع في لهاثه . دخلت زقاقا شبه مظلم . لحق بها . اقترب منها . قال : مرحبا . نظرت له خائفة مرتعبة . كتمت خوفها . كتمت ذعرها . كتمت صوتها المذعور وقالت بصوت قوي : من أنت ؟ طأطأ برأسه وقال : أنا الذي لامس أصبعه كتفك سيدتي ، ثم مضى مبتعدا
إرسال تعليق