أمجد ناصر |
حين يرحل الشاعر أمجد ناصر يعلمنا، وإن غابت جثته تبقى روحه ترفرف في سمائنا لتعطينا دروساً في العطاء والتضحية والفداء.
علمنا الشجاعة في اتخاذ القرار وعدم الاستسلام للواقع، فمن عمله بالإعلام الأردني إلى صفوف المقاومة الفلسطينية، فمنذ بدايات مرحلة الشباب كانت تعيش فيه روح ثائرة ترفض الاستسلام للواقع وتعمل على التغيير.
أمجد ناصر الأردني المولد والجنسية، علمنا أن لا فرق بين من يعيش شرق النهر أو غربه، فآمن بوحدة الأمة وبوحدة الدم ووحدة الهدف، وأحب الضاد، وآمن بواجب الدفاع عن أية بقعةٍ من بقاعها، تماماً كما هو الدفاع عن مسقط الرأس، وأن حب الوطن هو جزء من حب الأمة، فسَخَّر قلمه لخدمة مبادئه وآرائه، وكان خير سفير يحمل الكلمة والمعنى ويرتقي بهما لمصاف الأدب، فنوّع وأجاد، وراح يبذر ويطلق السهام ليصيب الهدف.
علّمنا أن قهر الظروف واجب وممكن، فكان الثائر والكاتب والإداري والشاعر، وكان غزير الإنتاج، معطاءً في كل الأحوال وفي كل الظروف، فكتب عن الأمة وواكب الأحداث وانحاز إلى قضاياها بجدية واهتمام.
علمنا أن الصبر على الشدائد واجب، وأن قهر الظروف واجب، وعلمنا التحدي والعزيمة، فكان قوياً وواجه مرض السرطان بعزيمة وإصرار، ونعى نفسه حياً لأنه أدرك أن لحظة الموت اقتربت، لكنه رفض الاستسلام وبقي عطاؤه مستمراً حتى في حالكات الليالي. مضى ابن (الطرّة) وبقيت روحه ترفرف فوق سمائها وسماء المفرق والزرقاء وفلسطين. بقيت ترفرف في فضاءات الأمة .
إرسال تعليق