د. زياد أبو لبن يكتب عن: (ثقافة التغميس)
لن أكتب عن ثقافة النخبة بل أكتب عن الثقافة الشعبية، وأبدأ بسؤالي: هل نأكل لنعيش، أم نعيش لنأكل؟!
فأنا أنتمي لجيل يحب التغميس، وهذا الجيل سينقرض بعد سنوات من العمر، ويحلّ مكانه جيل الوجبات السريعة، محبوا الهبمورجر والكنتاكي والبروستد، الذين لم يتعوّدوا على الأكلات الشعبية، مثل الخبيزة وقلاية البندورة والمفرقة والكوسا الخرط والعدس والمجدرة والملوخية والسبانخ وغيرها.
أكثر ما يشغل العائلات هذه الأيام الحيرة فيما سيطبخون، خاصة أن الأولاد يرفضون طبيخ جيلنا والجيل الذي قبلنا، بحكم أننا تقليدون حتى في شربنا ومأكلنا وملبسنا! والسؤال الذي يتردد في البيوت: شو بنا نطبخ اليوم؟!
وتلاحظون أن أغلب جلساتنا وأحاديثنا تأخذ حيزاً واسعاً من الحديث عن الطعام، ماذا أكلنا وماذا شربنا! وهنا يبدأ استعراض النسوان عما طبخن من غداء، والشكوى المتكررة من عزوف الأولاد عن الأكلات التقليدية.
وأسمع وتسمعون اتصالات النسوان بعضهن ببعض (شو طبختِ.. شو ضيفتِ..)، وما أكثر هذه الأحاديث هذه الأيام!!!
وإذا غادرنا البلاد في رحلة استجمام لبلد أخر، تعود النسوة للحديث عن الأكل والشرب في تلك البلاد، عندها تشعر أننا شعب جائع يبحث عن الأكل!
ويوم الجمعة، يا عيني على يوم الجمعة، فطور من مناقيش الزعتر والبيض والتيركي والجبنة وخبز التنور، والغداء من مقلوبة ومنسف ومسخن وبرياني ومندي وكابلي، فتفوح رائحة الأطعمة في الشوارع والأزقة!
يا لها من ثقافة تتحول وتتغير في صراعها مع ثقافة الوجبات السريعة!!!
_______
عن صفحة الناقد الشخصية ( فيسبوك
إرسال تعليق