-->
العهدة الثقافية  العهدة الثقافية

كشف الحجاب عن أسرار انتخابات رابطة الكتاب/ محمد المشايخ



بعد أن تدلي الهيئة العامة لرابطة الكتاب الأردنيين بأصواتها في كل انتخابات، وفي أثناء عملية فرز أوراق الاقتراع، يجلس بعض الأعضاء وأصدقائهم وربما أبنائهم، ليصغوا إلى الأسماء التي تتضمنها كل ورقة انتخابية، ويُجرون عمليات حسابية، توضح عدد الذين التزموا بانتخاب قوائم التيارات المرشحة(بلوك)وعدد الذين حجبوا عن اسم أو أكثر من قائمة التيار، وانتخبوا بدلا منها أسماء من قائمة تيار منافس، وتجدهم يعرفون مجريات ما تعرّض له كل مرشح من حجب أو انتخاب، ولمصلحة من كان ذلك، أما التشريك، فحدّث ولا حرج، فالحسابات توضح أن ثمة أعضاء مستقلين لا تهمهم القوائم، كل منهم ينتخب على هواه، "اسم من هنا واسم من هناك".

 يُضاف إلى ذلك، أنه ثمة أوراق بيضاء في كل انتخابات توضع في الصندوق دون أن تتضمن اسم أي مرشح، وثمة أوراق تحمل أسماء غير أسماء المرشحين، أو أسماء مرشحين انسحبوا في آخر لحظة..ومن خلال هذه الحسابات، يستطيع الذين لم يحالفهم الحظ، أن يحصلوا على مؤشر يدلهم على ما تعرّضوا له من زيف وعود زملائهم الذين وعدوهم بانتخابهم.

وأخطر ما يواجهه المرشحون، الإشاعات التي تتزامن مع الانتخابات بهدف اغتيال شخصيتهم، والتي تتكلل يوم الانتخابات بإعلانهم أن فلانا قد انسحب من الانتخابات، بينما هو لم ينسحب.

 وفي الماضي البعيد كنا نلحظ ما يُسمى "بالتجحيش"، فالتيار يطرح أسماء للانتخاب من خارج قائمته التي تتألف من11عضوا، ويطلب من مقربيه انتخاب عضو أو أكثر من الأسماء غير الواردة في القائمة، فيسقط عضو أو أكثر من القائمة،وينجح عضو أو أكثر من خارجها..

المرشحون المستقلون الذين ينزلون من خارج القوائم، في العادة يعرفون أنه لا جدوى من نزولهم، وأن الأمل بنجاحهم ضعيف، بدليل انه لم ينجح أحد من الذين نزلوا للانتخابات من المستقلين خلال السنوات1974-2017، ولكنهم في العادة يطمحون أن يكون نزولهم سببا في تشتيت الأصوات..

التحالفات بين بعض التيارات تـُقوّيها وتجعل فرصة نجاحها قوية، ولكن بعض أصحاب الروؤس الحامية فيها، والطامعين بترؤس قائمة التحالف مثلا، أو الحصول على منصب مهم في الهيئة بعد فوزها، يساعد على تفتيت التحالف، وتمكين التيارات المنافسة من إلحاق الهزيمة الانتخابية به، 

الأسماء الضعيفة في القوائم"غير النجـيحة" تكون في العادة مقاعد مهداة للتيارات الأخرى، وهي مقاعد مضمونة للمنافسين.الغريب أيضا أن بعض أعضاء التيارات ، يعشقون التيارات المنافسة لتيارهم، ويشتغلون من أجل إنجاحهم، ويضعفون تياراتهم، دون أن يكلفوا خاطرهم بالانتقال من تيارهم إلى التيار المعشوق.

لكل تيار مرشحين أقوياء يُسمون(الفيلة) لا ينزلونهنم للانتخابات إلا إذا أنزل التيار المقابل لهم مرشحيه الأقوياء..وأخيرا يـُقال إن المرأة في انتخابات الرابطة تـُسقط المرأة..هكذا يُقال !!

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العهدة الثقافية

2016