هم الأطفال يلهون
بطائراتهم الورقية .هي الدبابات العراقية قادمة من القدس باتجاه نابلس . الناس
يخرجون فرحين يهتفون بحياة عبد الناصر . وهي الطائرات المعدنية تمزق ورق الأطفال .
هي رأس تخرج من داخل الدبابة تطلق لعنة . الناس يهرعون خائفين . أحدهم يلقي بأحمد
في ملجأ حفره أهل المخيم كخندق ترابي تحت الأرض . أحمد في حضن جندي من الجيش
الأردني ، الجندي يتألم من جرح في ساقه ،الجندي يضغط على أسنانه و يشدّ أحمد إلى
ساقه .
ما اسمك؟ يسأل الجندي
الطفل
أحمد يجيب الطفل
ابني بعمرك واسمه أحمد في
الكرك
الكرك ؟ سال الطفل وأضاف
: وهل الكرك بعيدة عن اليهود .
.........
تنتهي الغارة اليهودية .
يخرج الناس من الملجأ . الجندي يحتضن بندقيته . الجندي يسير باتجاه الشرق .
هل ستذهب هكذا ؟ قال
أحدهم موجها كلامه للجندي
نعم . أجاب الجندي
ولما لا تستبدل ثيابك
وتخفي بندقيتك ؟ قال صوت آخر
ربما تراك طائرات اليهود
قالت امرأة عجوز وأضافت استبدل ثيابك ياولدي
لا ، إنها شرفي يا أماه
واشار إلى بندقيته . تابع الجندي سيره شرقا والعيون تتبعه إلى أن اختفى .
سنهاجر . قال صوت
إلى أين ؟
إلى الأردن
وهل الأردن بعيدة عن
اليهود ؟
لدينا بنات ونساء إنهن
شرفنا
والوطن أليس شرفنا ؟
سنهاجر . سأذهب إلى بيت
عمي في الزرقاء
أهلي في إربد قالت صبية
......................
الطيور تهاجر إلى الشرق .
تتابع سيرها نحو بيارات ( الشعافي )، طفل يخرج صوتا من مؤخرته ؟ هي ( ظارطة ) قال
رجل عجوز . جاءت غارة اخرى ألقت منشورات ورقية تدعو الهاربين إلى سرعة مغادرتهم
الوطن إلى الأردن ، وهددت المنشورات بالويل والثبور لمن يتأخر .
يومان ونعود قال صوت
هل أغلقت باب الدار جيدا
يا صبحة؟ قالها الزوج وهما في وادي الملح
أغلقتُ باب غرفتنا وباب
الدار الخارجي والمفتاح معي . أجابت صبحة
إرسال تعليق