نسيبة علاونة |
أخذها الوجهُ القمحيُّ
المحاطُ بمنديلٍ أبيضَ بعيدًا في بدايةِ الحصَّةِ السَّادسةِ
نظرَت للأصابعِ السمراءِ الصَّغيرةِ وهي تمدُّ نحوها
مجموعةَ القلائدِ المحمّلةِ ببعضِ أحرفِ اللغةِ الإنجليزيَّةِ، الحرفُ الأوَّلُ
كان بدايةَ اسمِ أُمِّها ....
الحروفُ بين يديكِ كانت عصا ساحِرَةٍِ ، هذه المرّةَ لم تُحوِّل الأميرَ الوسيمَ
إلى ضفدعٍ حقيرٍ ، بل جلَدَت الأميرةَ الحمقاءَ أربعًا وثلاثينَ جَلدةً تُساوي في
عددِها سنينَ عمرِها المارقةَ دونَ حقلِ قمحٍ كأَنتِ ، يَطرحُ خُبزَ الحياةِ في
الصَّباحاتِ الباردةِ والمساءاتِ المُوحِشَةِ.
لم تبحث في أرجائِهِ عن مدينةٍ اختفَت حتى أنقاضُها، لم تتوقّع أنه مُكَلَّلُ بهذه
العَظَمةِ والهيبة، فقد كانت تردِّدهُ قديمًا على مقاعدِ الدِّراسةِ بسَأَمٍ
وضَجَرٍ وتُمرِّقُهُ من كلامِها بسرعةِ هاربٍ من العدالةِ .
المخطوط أُفقيًّا في وجدانٍ خائر الأحلامِ
الوجهُ القمحِيُّ كيف تَوهّجَ قبالةَ شمسٍ أطفأَها دورانُ الأرضِ بها ؟
كيف صارت تاريخًا قائِمًا بذاتِهِ لدولةٍ لديها كل أسباب النصر
وتشعرُ بالهزيمة ؟
المعلمةُ المُتَطفِّلةُ كيف صارَت بطلةً في رواية لم
تَكُن فيها ، ولا حتّى الحرف الأوّل من اسمها
إرسال تعليق