جمعة شنب يكتب: الأساتذة الذين يجلسون
كالأوثان
( *الأساتذة) الذين يجلسون كالأوثان، في كلّ أمسيات عمّان الأدبيّة، تقريبًا، تلك التي يحييها كتّاب وكاتبات الموضة الجدد، أولئك الذين يجرؤون على المرفوع فينصبونه، وعلى المنصوب فيجرّونه، ويقرأون على الناس شذرات وهمسات وهذرات وتفاهات..
(الأساتذة) هؤلاء ليسوا أفضل من مريديهم من (الكتّاب) مُحيي الأمسيات. وإنّك لا تدري سرّ هذا الإصرار على أن يكونوا عرّابي الرداءة، ونشر الخراب في الجسد الثقافي المنهك أصلًا.
مذ قرَرتُ في عمّان، بعد غيبة طويلة عنها، رحتُ اقترف خطيئة حضور بعض هذه الأمسيات، لحرجٍ يتأتّى من إصرار صديقٍ على الحضور حينًا، ومحاولةً منّي للتكيّف مع ما هو سائد، حينًا آخر، حتى لا أُتّهم بأنني من أصحاب الكهف.في كلّ الأمسيات التي حضرتها، رأيت (الأساتذة) أنفسهم، جالسين في المقاعد الأماميّة. ولقد تعرّفت إلى معظمهم، لكنّي لم أحفظ اسمًا واحدًا لأيٍّ منهم، لنقصٍ شديد في فيتامين (B12) عندي، فرحتُ - بيني وبيني - أقرّبهم إلى بعض الشخصيّات القابعة في عقلي الباطن، منذ حداثة سنّي.
إنّ أسماء (الأساتذة) التي رسخت في رأسي، على مدار سنواتي الأخيرة الثلاث في عمّان
هي : فريد شوقي، وديع الصافي، أبو كلبشة، رشدي أباظة، تحيّة كاريوكا، برعي
المحلّاوي وستيف أوستن، وهناك واحدٌ لم أجد له شبيهًا، سوى أنّني قلتُ لي: إنّه
كان، قبل خمس عشرة سنة، أشبه ما يكون ب إلفيس بريسلي.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولا أستغفر لأحدٍ منهم.
_____
*نشر القاص جمعة شنب هذه المادّة في التاسع من نيسان سنة 2015، كتبها عن
البروباغاندا والضحالة التي تغلّف أمسيات عمّان الأدبيّة، والمشهد الثقافيّ فيها،
ثمّ، مع الوقت، تبيّن له أنّ المدن الأخرى ليست أفضل حالًا.
بلادنا أجملُ بكثيرٍ منّا، وتستحقّ من هم أفضل منّا !
إرسال تعليق