حاصر حصارك يقدم الوجه الآخر لمحمود درويش
يقول الشاعر زهير أبوشايب في كلمة له على
الغلاف الأخير لكتاب “ حاصر حصارك"، الصادر حديثاً عن المؤسسة العربية
للدراسات والنشر في بيروت، من إعداد وتقديم د. محمد شاهين، والذي يتضمن حوارات
وشهادات الشاعر الراحل محمود درويش، في نظري، هي شرفة تتيح لنا أن نطل على جانب
أساسي مهم من شخصيته الغنية، لا بوصفه شاعرا فذا فقط، بل بوصفه رائيا وإنسانا
وشاهدا حادّ الذهن على نصف قرن حاسم من الانكسارات والأحلام.
ويضيف أبوشايب في هذه الحوارات
يعثر القارئ على إحداثيات الظاهرة الدرويشية والرؤية الدرويشية في الشعر والسياسة
والحياة، ويدرك أن هذا الشاعر لم يصبح ظاهرة شعرية في الحياة الثقافية العربية
لمجرد أنه كان ‘كاتب قصائد‘، بل لأنه كان آلة خلق ضخمة تبتكر الرؤى والأفكار
والحساسيات الجديدة واللغة الخصبة التي يتخلق منها الشعر.
بحسب
أبوشايب، فإن مادة الحوارات تتيح لنا التعرف على الفريق الخفي الذي يرافق الشاعر
في لعبة الكتابة: على الناقد والعاشق والسياسي والفوضوي والحكيم والطفل والمهندس
وغيرهم، والذين قد لا ينتبه القارئ العادي إلى وجودهم داخل ذات الشاعر.
وبالإضافة
إلى ذلك، فإن الحوارات وفقا لأبوشايب، تضيء لنا جانبا مهما من سيرة درويش التي
بقيت في الظل، والتي كان يغترف منها معظم قصائده.
إرسال تعليق